استهل قطاع الإسمنت العام 2025 بقدر كبير من الإيجابية والزخم. إذ ارتفعت مبيعات شركات الإسمنت السعودية في السوق المحلية بنسبة 9.1 % خلال الشهر الاول من العام الجاري (يناير 2025) نتيجة لتواصل التحسن في القطاع العقاري وتقدم العمل في المشاريع الكبرى لرؤية المملكة 2030، كما ارتفع الانتاج بنحو 12.3 %، وسجلت الصادرات ارتفاعا نسبته 5.3 ، ورجح عدد من المختصين أن يتواصل هذا الأداء الإيجابي بشكل تصاعدي على المدى القريب والمتوسط في ظل استمرار حركة البناء والتشييد النشطة سواء بالنسبة لمشاريع الإسكان أو المشاريع الاستراتيجية الكبرى تحت مظلة رؤية 2030، إضافة إلى التوقع بزيادة حجم الطلب على الإسمنت السعودي من دول الشرق الأوسط، ومناطق أخرى من العالم.

وأظهرت النشرة الشهرية التي تصدر من طرف إسمنت اليمامة، بلوغ إنتاج الشركات الـ17 العاملة في السوق نحو 5.1 مليون طن في يناير الماضي مقارنة بـ نحو 4.6 مليون طن في يناير 2024 محققة بذلك ارتفاعا بنسبة 12.3 %، كما زادت المبيعات المحلية لتصل إلى نحو 4.9 مليون طن في يناير الماضي مقابل نحو 4.5 مليون طن لنفس الشهر من العام 2024، في حين زادت صادرات الشركات من الاسمنت والكلنكر إلى نحو 552 ألف طن في يناير 2025م، مقابل نحو 524 ألف طن لشهر يناير من العام 2024 بارتفاع 5.3 %.

وشهدت 12 شركة ارتفاعًا في مبيعاتها، تصدرتها "أسمنت اليمامة" بنسبة 32 % و"أسمنت المتحدة" بنسبة 30 % مقارنة بالشهر المماثل من عام 2024، في حين شهدت 4 شركات انخفاضًا في مبيعاتها في مقدمتها شركة "أسمنت تبوك" بنسبة 23 % و"أسمنت ينبع" بنسبة 14 %، كما قامت 5 شركات بتصدير الكلنكر خلال شهر يناير 2025، تصدرتها "إسمنت السعودية"، التي صدّرت نحو 126 ألف طن، يليها "أسمنت ينبع" بتصدير 160 ألف طن.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة أسمنت المتحدة الصناعي، المهندس محمد دخيل الله المطرفي، إن جميع الدلائل والمؤشرات تشي إلى إيجابية قطاع الإسمنت السعودي خلال الأعوام السبعة القادمة وسيكون للمشاريع الاستراتيجية الكبرى تحت مظلة رؤية 2030 ولمشاريع الإسكان دور كبير في زيادة الطلب على منتجات الاسمنت، وحاليا يظهر لنا بوضوح إيجابية المشاريع الجديدة في جدة ومكة المكرمة، بالإضافة إلى مشاريع منطقة البحر الأحمر والمشاريع المرتبطة بكأس العالم على القطاع.

وأكد، م. محمد المطرفي، إلى أن المخزون والأرصدة الحالية لدى شركات الإسمنت تصل إلى 43 مليون طن وهي كمية تكفي حاجة المملكة لفترة طويلة، كما أشار إلى أن الأوضاع في الشرق الأوسط والتوقعات بزيادة الطلب في عدد من الدول المجاورة أمر إيجابي ولكن ضعف أسعار التصدير وزيادة تكاليف الشحن أمور قد يكون لها دور في إضعاف تنافسية صادراتنا من الإسمنت ، وحالياً بعض الشركات السعودية في شمال المملكة باشرت العمل على تصدير الاسمنت الى سوريا في حين أن الشركات البعيدة في المنطقة الغربية وفي جنوب المملكة سيصعب عليها ذلك لارتفاع التكاليف.

بدوره قال المحلل المالي د. سالم باعجاجة، بدأنا ملاحظة التحسن على أسهم قطاع الأسمنت منذ فترة عند بدء السماح للشركات بتصديره وحاليا ملاحظ أن العديد من الشركات تقوم بصرف عوائد، وهذا شيء إيجابي جداً خصوصا وأن أسهم هذا القطاع لا تصنف ضمن أسهم المضاربة فهي أسهم يغلب عليها طابع الاستثمار طويل الأمد ومن المؤكد أن تحسن المبيعات والنظرة الإيجابية لحالة الطلب سيكون له انعكاس إيجابي على نمو أرباح شركات الأسمنت.

يذكر أن المؤشرات الايجابية لسوق الأسمنت بدأت منذ النصف الثاني من العام الماضي لتستمر أول شهر من العام الماضي، وأظهرت البيانات أن المبيعات المحلية للشركات سجلت نحو 49.2 مليون طن في العام 2024 مقابل نحو 47.2 مليون طن في العام 2023 بارتفاع 4 %، لتعود بذلك المبيعات المحلية السنوية لشركات الاسمنت للارتفاع بعد أن سجلت انخفاضا سنويا نسبته 7 % في العام 2023 مقارنة بالعام 2022.

سالم باعجاجة