فروسية الملز لا تُنسى.. وحافظ جمعة أظرف معلقيها

ساعتي ورطتني مع جمهور النصر.. و(ولد العود) أقنعني بالهلال

يحمل المعلق الرياضي السابق الأستاذ سلطان العبدالله (80 عاماً) تاريخاً عريقاً وإرثاً رياضياً في أكثر من مجال خلال مسيرته الطويلة التي بدأت قبل 63 عاماً حين التحق لاعباً بصفوف نادي الهلال مطلع عام 1383هـ/ 1963م.

وبعد توقفه عن الركض في ملاعب الكره اتجه إلى سلك التحكيم في كره القدم والكره الطائرة وكرة اليد وألعاب القوى إبان حقبة تسعينيات القرن الهجري الماضي. فيما كان التعليق محطته الرياضية الأخيرة في ملاعب كره القدم الداخلية والخارجية إلى جانب ميادين سباقات الخيل في الرياض والطائف.

صفحه (نجوم الأمس) تقلب اليوم أوراقاً من تاريخ هذه الشخصية الرياضية والتربوية القديرة التي أمضت في حقل التعليم قرابة أربعه عقود عبر هذا الحوار الخاص لـ(الرياض).

بين الظهيرة وحوطة خالد

يتذكر سلطان العبدالله في بداية حديثه طفولته التي عاشها بين حارتي الظهيرة وحوطة خالد ومزاولته للكرة مع أبناء الحارة منذ النصف الثاني من السبعينيات الهجرية وفي مطلع الثمانينيات حيث كان يلعب مع فريق يحمل اسم أشبال الهلال ثم تغير إلى الشاطئ ويقول سلطان: "كانت احتياجات فريقنا من الألبسة والكرات نتلقاها هدية من رائد الحركة التأسيسية للرياضة في المنطقة الوسطى ومؤسس الشباب والهلال الشيخ عبدالرحمن بن سعيد "رحمه الله" الذي كان يرأس الهلال آنذاك وكنا ندعوه لحضور مناورة فريقنا فنجمع مبلغ عشرة ريالات لجلب وايت ماء لرش ملعبنا في ذلك اليوم ويحضر تشجيعاً لنا ويكرمنا في كل مره بكُرتين وفنايل.

(ولد العود) نصحني بالهلال

وكان فريقنا يضم من اللاعبين: عبدالعزيز بن محمود وسعد وناصر الجوهر قبل التحاقهما بالنصر عام 1382هـ وفهد الوعيل وسعد بن خليف وعبدالعزيز الجنوبي الذين توجهوا لفريق النجمة بينما بقيت حائراً بين النجمة والهلال قبل اختياري الأخير ولذلك قصة حين قابلني في شارع الظهيرة عضو إدارة نادي الهلال مساعد بن مسعود الملقب (ولد العود) رحمه الله وجاء صدفة محمد بن مصيبيح والد النجم السابق فهد وكان عضواً في إدارة الهلال أيضاً "رحمه الله" وأقنعاني بالتسجيل في كشوفات الهلال بعد أخذ موافقة الرئيس عبدالرحمن بن سعيد في اليوم التالي. وبعد التحاقي بالهلال شبلاً لعبت في خط الوسط وكان الفريق يضم من الزملاء فهد بن نصيب "شفاه الله" وحسين العليان وعبدالله بن عمر ومحمد بن نصبان "رحمه الله" وأحمد مهدي الجيزاني.

سلطان مناحي مثلي الأعلى

وكان مثلي الأعلى الكابتن سلطان مناحي ولا أنسى اللاعب كريم المسفر كان هذا الثنائي متألقين معاً في خط وسط الهلال والمنتخب الأول أيضاً "رحمهما الله".

إصابة بالغة ونهاية مبكرة

ويضيف العبدالله: "استمررت في صفوف الهلال الى ان تعرضت الى اصابة بالغة في ركبتي بإحدى المباريات في موسم عام 1389هـ / 1969م توقفت على إثرها عن اللعب لعامين ثم تحسنت حالة ركبتي الصحية لأنتقل لنادي الحزم بالرس عن طريق احد الزملاء المعلمين ومثلت الفريق الأول لعام واحد قررت بعدها الاعتزال نهائياً عام 1392هـ".

الدهام شجعه على التحكيم

وأشار الكابتن سلطان الى انه قرر بعد تركه الكرة الاتجاه لمجال التحكيم وأخذ دورات في هذا الميدان بدعم وتشجيع من مدير مكتب رعاية الشباب بالمنطقة الوسطى الأستاذ عبدالرحمن الدهام "شفاه الله" وقال: "دخلت في أكثر من دورة تدريبية وعملت حكماً في كره القدم والطائرة واليد وكذا ألعاب القوى وكنت حكم درجه أولى وكان يشرف على دورات صقل الحكام وقتها أستاذي الحكم الدولي عبدالرحمن الموزان والحكم الدولي الأستاذ فلاج الشنار واستمررت في التحكيم حتى صدر قرار لرعاية الشباب بعدم الجمع بين أكثر من لعبة فاخترت تحكيم كرة الطائرة.

زاهد قدسي أضاء طريقي

وعن قصه اتجاهه لميدان التعليق أجاب سلطان العبدالله: "كنا في معسكر لمنتخب مدارس المملكة استعداداً للدورة العربية المدرسية في النصف الثاني من التسعينيات الهجرية وكنت جالساً مع لاعب الهلال حميد جمعان ولاعب النصر ميزر أمان "رحمهما الله" الى جانب عبدالرزاق معاذ لاعب الأهلي ومجموعة من المدرسين المشرفين على معسكر المنتخب وفي غمره حديثنا كان على الطاولة ميكروفون هوائي وكنا نتبادل النكت والتعليقات الظريفة فقلت لهم: وش رايكم أقلد تعليق زاهد قدسي بلهجته الحجازية؟ فاستحسنوا الفكرة وحين بدأت التعليق أخذت تعلو ضحكاتهم فتوقعتها إعجاباً بأسلوبي الحجازي في التعليق لكن الحقيقة عكس ذلك إذ شاهدوا زاهد "رحمه الله" قادماً من خلفي فلما سمعني أقلده توقف بينما الزملاء غارقين في الضحك وحين التفت وشاهدته طلب مني إكمال التعليق فخجلت منه وأبديت له أسفي واعتذاري عن ذلك لكنه بطيبة قلبه وسماحه نفسه "رحمه الله" قال لي: بالعكس أنا مبسوط أن أرى معلق يقلدني وأنت تملك صوتاً جميلاً ومتابعتك سريعة وحلوة والمفروض تدخل دورة معلقين فقلت له إن شاء الله.

علي العلي سر نجاحي

وبعد عام على هذا الموقف أعلنت رعاية الشباب البحث عن معلقين جدد فتقدمت لها ودخلت دورة إعداد تخللها اجراء تجارب عديدة بدعم وتشجيع من مدير الاعلام والنشر آنذاك الأستاذ علي العلي "رحمه الله" الذي أجرى لي عده تجارب صوتيه بالوصف والتعليق ومنها تجربه التعليق على ديربي الهلال والنصر التاريخي (3/3) في أول بطولة للدوري عام 1397هـ / 1977م وكانت أفضل مباراة عملت فيها تجربة ونجحت فيها عقبها تجارب سينمائية ثم وجهني العلي لدخول دورة في الإذاعة تحت إشراف الأديب عبدالله نور "رحمه الله" وتدربت على قراءة نشره الأخبار والبرامج و أعمال إذاعية أخرى تجاوزتها بنجاح و لله الحمد.

الإشادة الأولى من محمد بن شاهين

بعد ذلك كلفني علي العلي بالوصف والتعليق على أول مباراة حية كان طرفاها الهلال والاتحاد في موسم 1398هـ بجدة انتهت بالتعادل 1-1 ونجحت بتوفيق الله وكنت مزهواً بأول إشادة تلقيتها بنجاحي من الناقد الكبير الشريف محمد بن شاهين "رحمه الله" في مقال كتبه عني وأبلغني به المعلق الكبير الأستاذ محمد رمضان "رحمه الله".

وإلى جانب تعليقي على مباريات القدم في تلك الفترة كنت أعلق على منافسات الطائرة وألعاب القوى حتى أن أحد الصحافيين بالمنطقة الغربية قال عني (يعني ما في هالبلد إلا هذا الولد).

ذكريات فروسية الملز لا تُنسى

كما طلبني نادي الفروسية بالملز للتعليق على منافساته وكان معي زميلي حافظ جمعة "رحمه الله" وكنا نتناوب في الوصف والتعليق على سباقاته وبعدها انضممت إلى اتحاد الفروسية وتوليت التعليق على منافسات قفز الحواجز.

ويذكر سلطان العبدالله أنه عاصر أول معلق لنادي الفروسية منذ تأسيسه عام 1385هـ الأستاذ محمد علي ياسين "رحمه الله" وقال: استفدت من هذه القامة الفروسية الكثير وكان النادي يعطينا فرصه الاحتكاك به وتعلمنا منه الكثير والكثير إلى أن اعتزل التعليق الفروسي واستكملنا المشوار أنا وحافظ جمعة "رحمه الله" في ميادين الملز والطائف في عهد مدير عام النادي الأستاذ راشد الزنيدي "رحمه الله".

حافظ جمعة أظرف معلق فروسي

ومن المواقف المحرجة التي يتذكرها من وراء ميكروفون سباقات الخيل موقف طريف لرفيق دربه حافظ جمعة حين أخطأ في إحدى السباقات قائلاً: على (كأس وزارة البريق والبرد والهاتف) بدلاً من كأس وزارة البرق والبريد والهاتف.

ساعتي ورطتني مع جمهور النصر

أما أصعب موقف مر به سلطان عندما كان المذيع الداخلي في استاد الأمير فيصل بن فهد في مباراة للنصر ضد التعاون وصادف ضياع هجمة انفرادية للتعاون على مرمى النصر وكان الميكروفون مفتوح ولاحظ سلطان أن توقيت ساعته يختلف عن ساعة الملعب فرماها على الطاولة وقال لمن كان بجواره: (خربت للأسف) وكان الميكروفون مفتوحاً فسمعها من كان في الملعب واعتقدوا أنه يتحسر على ضياع فرصة هدف للتعاون بمرمى النصر فثارت ثائرة بعض جمهور النصر واتهموا سلطان بالتحامل على فريقهم ويضيف سلطان قائلاً أمضيت 20 سنة في الإذاعة الداخلية للاستاد ولا أذكر أنني أخطأت أو دخلت في إشكالات مع أحد لأنني محايد حتى في كرة القدم لا يعرفون إلى أي الأندية أنتمي.

إيقافي قرار غير مقنع

أما أقسى الذكريات المؤلمة في مسيرة سلطان العبدالله كمعلق فيقول: إيقافي عن التعليق ستة أشهر وجاء بسبب انتقادي حركة لا أخلاقية صدرت من أحد لاعبي الرياض تجاه لاعب الهلال المثالي فهد المصيبيح الذي يعتبر من أفضل لاعبينا أدباً وخلقاً. استفزني هذا التصرف السلبي وخرجت عن طوري فقلت: حركة لا أخلاقية تتنافى مع مبادئ ديننا وأخلاقيات مجتمعنا وعاداتنا وتقاليدنا. علماً أن المصيبيح تعرض للضرب من لاعب الرياض وقام فهد واعتذر من اللاعب الذي ضربه في صورة أخلاقيه رفيعه ونادرة الحدوث فقلت يا ليت كل لاعبينا مثل المصيبيح والبذات لاعبي المنتخب يكونوا بمثل أخلاقياته وأدبه ومثاليته في الملعب. وفوجئت بعدها بصدور قرار إيقافي لستة أشهر ورغم عدم قناعتي بقرار الإيقاف انتهت ببشرى سعيده تلقيتها من عضو شرف نادي الهلال الأمير فيصل بن يزيد الذي أخبرني برفع الإيقاف عني حين قابلت سموه صدفة في أحد فنادق جدة.

في لقطه تذكارية مع كأس آسيا
سلطان العبدالله الأول من اليمين وقوفاً مع شباب الهلال عام 1383هـ (أرشيف منصور الدوس)
العبدالله «الأول من اليمين جلوساً» مع أحد فرق حواري الطائف ويظهر في الصورة حسين العييد الثالث من اليسار وقوفاً وبجانبه عبدالعزيز عثمان التويجري 1384هـ
فهد المصيبيح
المعلق الرياضي السابق مع المحرر
سلطان «الثاني من اليمين» مع محمد الوعيل «رحمه الله» وعبدالله بن سالم وبعض لاعبي النجمه 1385هـ
زاهد قدسي «رحمه الله»
مساعد بن مسعود (ولد العود) رحمه الله
العبدالله في عامه الـ17 (أرشيف أحمد مهدي الجيزاني)
بشعار الهلال عام 1384هـ