انتهت الجولة الثانية من دوري أبطال آسيا النخبة لموسم 24\25، والتي تلعب هذه المرة بنظام المجموعتين المقسم بين غرب آسيا وشرقها، وفي الغرب تتجمع الأندية العربية ومعها أندية أخرى من دول غرب آسيا، أنديتنا السعودية وبعد انتهاء الجولة الثانية تحتل الصدارة وكالعادة الهلال أولاً، بعد فوزين متتالين على الريان القطري والشرطة العراقي، ثم الأهلي الجداوي كذلك بفوزين متتاليين على بريسيليوس الإيراني والوصل الإماراتي، السد ثالثاً بأربع نقاط ومعه النصر بأربع نقاط، النصر تعادل في المباراة الأولى مع الشرطة العراقي ليعود وينتصر على الريان القطري، لا يمكن الحكم منذ الآن على من سيتأهل إلى الدور الثاني، نعم الهلال والأهلي والنصر لديهم الحظوظ الكبرى، لكن أندية مثل السد والعين الإماراتي، وحتى الريان الذي وإن خسر مباراتين متتاليتين أمام الهلال والنصر، إلا أنه فريق أيضاً لا يستهان به أبداً.

الهلال هو الأقوى حظاً والأكثر خبرة واستقراراً، والنصر من الواضح جداً أنه بعد التعادل الأول مع الشرطة العراقي، عاد ورتب أوراقه جيداً وهو أكثر استعداد للمضي قدماً، أما الأهلي فإني أراه ينضج قليلا فقليلا، ويصبح أقوى مع مرور الوقت والمباريات، وإن كان الأهلي يفرق عن الهلال والنصر من حيث قوة دكة الاحتياط، فالهلال لديه منتخب في الاحتياط، والنصر يمتلك بدلاء بخبرات عالية جدا، ودكة الاحتياط هي من تحدد مسيرة النادي في كافة البطولات المحلية والقارية.

الجولة القادمة والتي ستقام في الثلث الأخير من هذا الشهر، ستكون جولة حاسمة جداً، خاصة وأن القمة ستكون بين الهلال والعين الإماراتي بطل النسخة الماضية، ليست ثأرا للهلال بقدر ما هي تثبيت الصدارة، وخسارة العين يعني بقاءه بمجموع ثلاث نقاط فقط، في حين سيكون الريان القطري على موعد مع المواجهة السعودية الثالثة أمام الأهلي، لن تكون سهلة أبدا على الأهلي ولكن إن فاز إن شاء الله فهو مع الهلال بالصدارة بتسع نقاط، أما النصر وفي إيران سيلعب مع الاستقلال الإيراني، لا بديل للفوز أمام النصر حتى يضمن النقاط الثلاث بمجموع سبع نقاط ويكون مباشرة خلف الهلال والأهلي، خاصة وأن السد القطري سيلعب في مواجهة الشرطة العراقي.

من الآخر لا خوف على الهلال، ولا خوف على النصر، الأهلي لدي تحفظ ولكني متفائل، وبالتالي فإن تأهل الأندية السعودية الثلاث الى دور الـ16 شبه مضمون بإذن الله تعالى، خاصة وأنه سيتأهل ثماني فرق من كل مجموعة من المجموعتين الآسيويتين، ومع أنديتنا فإن السد القطري والعين الإماراتي حظوظهم هي الأقوى، الشرطة العراقي والريان حالياً هما الأضعف عربياً، ولكن وجود نادين إيرانيين شبه مضمون، ويتبقى مكان واحد شاغر ليكتمل عقد الثمانية فرق، سيتنافس عليه الجميع.

مما شاهدناه في الجولتين الأولى والثانية، استطيع القول جازماً أنه لو شاركت أيضاً ثلاث فرق سعودية أخرى ستتأهل مع النصر والهلال والأهلي، بكل تأكيد الاتحاد والشباب والاتفاق، لكن هذا هو نظام البطولة، وان كان العيون كلها تتجه نحو الأندية السعودية حالياً الهلال والأهلي والنصر، فإنه لا ننسى أن العين الإماراتي هو من أخرج النصر والهلال في الموسم الماضي، وبالتالي فإن مثل هكذا بطولات تلعب لتكسب، وكل مباراة هي 11 لاعباً مقابل 11، لها ظروفها ومعطياتها، نعم ورقياً نتوقع ونحلل ونقول هذا أقوى وهذا أكثر حظاً، ولكن في الملعب كل الأمور تختلف وتبقى التفاصيل البسيطة الصغيرة هي من تحسم النتائج دائماً، خاصة في المواجهات المباشرة بنظام الذهاب والإياب.

د. طلال الحربي - الرياض