أهنِّئ إدارتي ناديي الكوكب والشعلة على المستويات الرَّائعة الَّتي يقدِّمها النَّاديان خلال المدَّة الأخيرة ومنافستهما على الصُّعود لدوريّ يلو ومنها - بإذن اللَّه - إلى روشن، ولأنَّني من أنصار الحاضر والمستقبل فهما قادران على صنع تاريخ جديد وحديث يواكب المرحلة للنَّاديين ويكوِّن محلُّ فخر واعتزاز للمهتمِّين بالشَّأن الرِّياضيِّ، وبحسب ما وصلني حيال ما كتبت عن الدِّيربي الأخير جعل هناك استنفارًا في البيت الشَّعلاوي من الأجهزة الفنِّيَّة والإداريَّة للعمل بشكل أكثر احترافيَّة واستشعارهم أنَّ هناك من يتابع وليس في قواميسهم المداهنة، وهذا أمر يسعدني كثيرًا وهو الهدف الأسمى من الكتابة والإشارة إلى ما نراه صوابا أو عدلا، والخطأ إذا ما كان لتصحيحه ولا يمكن أن يكون الجميع تحت كنف المجاملات السَّلبيَّة وانتمائيّ لهذه البيئة (غير مشروط)، بل عن دافع حبّ، ولذلك أحاول إبعاد الغشاوة - إنَّ وجدت - والَّتي يمارسها البعض إلى الرُّؤية الواضحة.
وحقيقةً أنا لا أنتمي لا للكوكب ولا للشعلة، والكوكب - تحديدًا - الانتماء له من طبيعة الأشياء الَّتي يتحلَّى بها كلُّ الرِّجال وهو الاكتمال إذا ما شعرت بنقصك، ولكنِّي أنتمي لمهنة أرى مفهومها أشمل وأعمق من الباحثين عن أنفسهم تحت كومة مصالحهم ومن الواجب أن أكتب عن الجميع وامنحهم حقَّهم وبـ (استقلاليَّة) تامَّة، إنَّ رأيت ما يستحقُّ الثَّناء والإشادة فعلت، وإن رأيت ما يستحقُّ النَّقد للصَّالح العامِّ فعلت وهو مبدأ يرهق سالكيه لأنَّه لا مكاسب فيه سوى أن تملك نفسك ورأيك وضميرك عدا ذلك هي هوامش محضة تسترعي انتباه من يبحث عن قيمته فيما بين يدي النَّاس.
ولا أعلم حقيقة من يقصد فيما كتبه أحد (السَّنابين)، وكنت أتمنَّى أنَّه تحلَّى بالشَّجاعة الأدبيَّة وذكرني بالاسم لأنَّه عمَّم وتشعَّب في أمور لم يطرقها أحد ولو أختصر كلُّ ذلك وقال (أنظر ويكيبيديا) لكان اختصر على نفسه بدلاً عن خلط الأمور وركاكة الأسلوب وهو ما يتَّضح حتَّى عبر المركز الإعلاميِّ - على أيَّة حال - طالما تزامن مع ما طرحته من قراءة نقديَّة سأوضِّح بعض النِّقاط:
فيما كتبته لم أكتب «التَّاريخ» أنا أوردت معلومةً في «السِّياق» وهنا فرق كبير جدًّا بين المعنيِّين واستغرب شخصيَّةً تستضيف مؤرِّخين ومثقَّفين وأدباء لا يعرف الفرق! وإيراد المعلومة في السِّياق من أبجديَّات الكتابة الصِّحافيَّة عندما تكتب موضوعًا في أيِّ مجال تدعمه بمعلومات، وأنا متأكِّد أنَّ «السِّنابي» لا يملك الكفاءة فقط بل يملك مواهب أخرى يعرفها القريبين منه ولا أجيدها أنا على الصَّعيد المهنيِّ.
المعلومة الَّتي أوردتها هي كالتالي:
1 - صعود الكوكب من دوريِّ الدَّرجة الأولى إلى الممتاز دون هزيمة 1407هـ وهذه معلومة صحيحة وأكَّدها بنفسه، أن يكون الكوكب خسر جميع مبارياته عند صعوده هذه معلومةً لا علاقة لها بما كتبته، وأن ترى منح الكوكب حقَّه ينقص منك ومن تاريخك هذا أيضًا يعنيك ولا يعني القرَّاء.
2 - الشعلة كان يلعب دورة الصُّعود المؤهِّلة للدَّرجة الأولى 1407هـ والمقامة على ملعبه وهذا سياق معلومة صحيحة وقد أكَّده أيضًا ولم ينفه، بل وأزيدك صاحب هدف إعلان التَّأهُّل هو الكابتن عبداللَّه الجوير وكانت أمام نادي هجر وسجَّل الهدف برأسيَّة وكان يرتدي التِّيشيرت رقم 16، والمعلومتان الأخيرتان لو بحثت في كلِّ سجلَّاتك لن تجدهما عند أي أحد!.
وهنا لا بدَّ من أن أنقلك إلى مثال بسيط جدًّا لإيضاح الفرق بين (التَّاريخ) و(معلومة في السِّياق) حتَّى تتَّضح للقارئ لأنَّنا -بصراحة- في هذا الزَّمن «الكثير يكتب، والقليل يقرأ، والنَّادر يفهم»!
لو قلَّت: إنَّ الكابتن فؤاد أنور هو صاحب أوَّل هدف في تاريخ كؤوس العالم والكابتن سامي الجابر أوَّل من سجلِّ 3 أهداف في تاريخ كؤوس العالم هل يعني هذا أنَّني كتبت تاريخهم أم هي «معلومة» في سياق تاريخيّ طويل جدًّا لكلى اللَّاعبين! فكر في الأمر مليئًا ستجد أنَّك في واد وما كتبته في واد آخر!.
3 - الكوكب عمق تاريخيّ رياضيّ للخرج هذا أمر حسب وجهة نظري صحيح ويتَّفق عليه الكثير وذكرت أنَّ الشعلة واجهة الخرج الرِّياضيَّة (منحت الجانبين حقَّهما الأدبيَّ) والكوكب لم يكن نادي اللُّعبة الواحدة حتَّى الكرة الطَّائرة صعَّدت للممتاز بالمزامنة مع شقيقه نادي الشرق وقدَّما نجومًا كبارًا ومنحونا وقتها متعة المشاهدة بل حتَّى على الصَّعيد الثَّقافيِّ والفنِّيِّ والاجتماعيِّ عند صعود الكوكب للممتاز أقاموا احتفالاً حضره نخبةً من الفنَّانين والممثِّلين والشُّعراء يعتبرون (نجوم شبَّاك) آنذاك، إذًا لم يعد الأمر يتعلَّق بعمق رياضيّ فقط بل ثقافيّ وفنِّيّ واجتماعيّ على إثره تكون له الرِّيادة على المستويات كافَّةً وكَّل ما حقَّقته أنت جاء بعده!.
بقيَّة ماكتبته كان (قراءة نقديَّة) ووضعتها في عناوين فرعيَّة (التَّصاريح، الرَّأي الفنِّيُّ، مشاهدات متفرِّقة) لكن يبدو أنَّ البعض تحت ضغط وبين فكَّي الوفاء للإدارة السَّابقة وكعكة الإدارة الحاليَّة ولذلك خلط الأوراق وفقد التَّركيز!.
مقتطفات
فيما يخصُّ (عمادة أندية الخرج) من تحدَّث بذلك هو رئيس نادي الشرق السَّابق داود المقرن ولم أذكره في قراءاتي النَّقديَّة لا من قريب ولا بعيد وهو تأكيد على خلط الأوراق الغير المبرَّر! ووضع حينها (بنر) كبير جدًّا (الشَّرق عميد أندية الخرج) وفي ملعبك وأمام عدسات الإعلام والمصوِّرين ولم نسمع لك صوتًا عندها لا أنت ولا غيرك وتستطيع أن تتوجَّه له وتثير الموضوع في حضوره!.
بعد هذا البنر والمانشيت العريض توجَّهت للأستاذ فهد حمد القحطاني بحكم خبرته وشهادته على العصر وطلبت منه بعض الأسماء للإدلاء برأيهم بشأن (عمادة أندية الخرج) وهم عبدالرَّحمن العامر، عبدالعزيز الحميميدي مدير مكتب رعاية الشَّباب آنذاك، خالد الدُّويس والشَّمران - مع حفظ الألقاب- وجميعهم أكَّدوا أنَّ الشعلة تأسَّس قبل الشرق والشعلة هو عميد أندية الخرج، ونشرته وقتها في فيديو رقميّ وهذا هو دور الإعلام الحقيقيِّ وتركت الحكم للمتابع الكريم، في وقت كان البعض يغطِّي كافيه ومطعم ولاونج حتَّى هبط ناديه!.
رتويت حقيقي
أوَّل متجر رياضيّ من أنشأه هو الأستاذ فهد الطفيل قبل نحو أكثر من 25 عامًا - سابق عصره - تحت مسمًى (البيرق) لتفصيل الملابس الرِّياضيَّة وكانت غالبيَّة أطقم نادي الشعلة منه بل والأندية الأخرى وفرق الحواريِّ، ليس هذا وحسب بل كلُّ ما يحدث الآن في النَّادي فعله فهد قبلهم من فترة سموِّ الأمير عبدالرَّحمن بن ناصر- رحمه اللَّه - إلى استقطاب رعاة وداعمين لذلك لا يظنُّ البعض أنَّنا مبهورون بما يفعل هو ومستشاره الَّذي يجب عليه أنصاف رجالات تلك المرحلة، المسافة الَّتي قطعها فهد في حبِّ الشعلة وخدمته طويلةً جدًّا ومتعبة لمن بدأ للتَّوِّ في تلمُّس طريقة، ومهما اختلفنا على عمله إلَّا أنَّ العدل والرُّشد والنُّضج يستوجب على (المستقلِّين) الإشارة لذلك فكما ننتقد يجب أن ننصف.
سلسبيل الحرف:
«وليس يصح في الأفهام شيء
إذا احتاج النهار إلى دليل»..