يبدو أن الساحة الرياضية في هذا الموسم مختلفة كلياً عن المواسم السابقة في كل شيء ومن كل النواحي الفنية والإدارية والنفسية حتى على مستوى الجماهير، وبطبيعة الحال لكل شيء سبب مهما كان حجم الاختلاف ونوعه، ومما لا شك فيه أن نوع المنافسة هذا الموسم لها طابع خاص؛ لأنها انحصرت منذ أسابيع مضت بين قطبي العاصمة والغربية الهلال والاتحاد، ولتاريخ الناديين التنافسي أصبح الجو العام في المجتمع السعودي مختلفاً، وهذا عامل مهم ورئيس، يضاف له عودة الاتحاد إلى غمار المنافسة؛ لهذا نحن في حاجة ماسة في الفترة القادمة وربما المواسم القادمة إلى إعادة صياغة الفكر الإعلامي بشكل مختلف حتى يتواكب مع نوع الحماس وشدته، دون أن يترك أي تأثير سلبي على مسابقاتنا الرياضية.  وهذا التشنج نلاحظ بعضاً منه في الشارع الرياضي بين أنصار الطرفين المتنافسين على صدارة الدوري، فعندما تدخل في نقاش يكون طرفاه هلالي اتحادي لن تخرج بأي نتيجة، فكلا الطرفين يشتكيان، وكلا الطرفين مظلومان من التحكيم ولجان اتحاد الكرة، بل أصبحوا يدخلون في كثير من المغالطات، وفي نفس الوقت لا تملك أن تقنع أي طرف منهم بعدم صحة ما ذكر، وإن حاولت ستجد نفسك قد دخلت في نفس الدائرة وستوصف إما بأنك اتحادي إذا كانت الحقيقة مع الجانب الاتحادي، أو هلالي إذا كان الأمر في مصلحة الهلال!

لهذا أقول: الوضع حساس، وما يحدث اليوم عبر وسائل التواصل الاجتماعي وبعض البرامج الرياضية له دور كبير في توجيه الأمر، فإن زاد عن حده سيقع الخلل بشكل نسبي على بعض وسائل الإعلام، من هذا المنطلق فإن الوضع يستوجب في هذه الفترة الحماسية التي قد تدفع كل رياضي للخروج عن المألوف للخطاب الإعلامي التوعوي المناسب، وهذه مسؤولية الجميع وعلى رأسهم رؤساء الأندية والإعلام والعقلاء من الجماهير في الطرفين، وألاّ يظهر عبر المنابر الإعلامية إلا من يؤمن بأهمية نبذ التعصب وترسيخ مفهوم الرقي والفكر الحضاري الذي يؤمن دائماً وأبداً بأن الرياضة فروسية، وأخلاق الفرسان مختلفة.