الجولة الماضية من دوري روشن، لم تحمل معها أية مفاجآت في النتائج، سوى مفاجأة واحدة مهمة وكبيرة جدًا، وهي أن ضمك يضع الاتحاد في الصدارة، ويحقق التعادل مع الهلال، أو بكل الاحترام والتقدير لضمك، أقول الهلال حقق التعادل مع ضمك، لا إنقاصاً مما قدمه ضمك، ولكن أن تحرج الهلال بهذه الطريقة، فهو إنجاز كبير، فعلها الخليج، وبكل تأكيد القادسية، وأخيرًا ضمك، ضمك الذي يستحق لقب محرج الكبار، لعب مباراة جميلة جدًا، تفوق فيها مدربهم على جيسوس، وكاد الهلال أن يخسر حتى نقطة التعادل، لكن النتيجة النهائية كانت أن الهلال يرجع للوصافة، والاتحاد يصعد للصدارة.

الاتحاد هزم التعاون، والشباب اكتسح الخليج، والعروبة كسب الوحدة، والنصر بالثلاثة على الفيحاء، والأهلي ينتصر على نفسه وعلى الفتح، والخلود في مباراة مثيرة يهزم الرياض، والاتفاق يأخذ الأخدود بثنائية، أما القادسية فهزم الرائد، ليصبح جدول ترتيب الدوري بالصدارة الاتحاد ووصيفه الهلال وبفارق نقطتي ضمك، النصر بفارق الأهداف ثالثًا على الرابع القادسية، الأهلي خامسًا بـ38 نقطة متأخرًا عن النصر، والقادسية بثلاث نقاط، إلى المركز الـ 13 من العروبة إلى الـ 18 الفتح، جميعهم ضمن دائرة الهبوط.

الهلال في تعادله مع ضمك، وتكرار الأخطاء الدفاعية، واللعب السلبي، والتبديلات غير الناجحة لجيسوس، كل هذه الأمور جعلت الفرق الأخرى تلعب أمام الهلال وهي تطمح إلى عرقلته، أصفها بالوعكة الصحية، لأنه بما يمتلكه الهلال فهو قادر وبقوة على العودة بالنتائج الإيجابية، ولكن العودة إلى الصدارة أصبحت تعتمد على ثلاثة أمور، شفاء الهلال من الوعكة وعدم خسارة أية نقاط، وتعثر الاتحاد، وهذا الأمر يبدو مع الوقت أصبح أكثر استحالة، أما ثالثاً أن يحسمها الهلال بمباراة العودة أمام الاتحاد، وهي نفس الخيارات أمام العميد الاتحادي، لكي يحافظ على الصدارة ويحصد اللقب، النصر والقادسية لديهما نفس الخيارات أيضاً، لعلها صعبة، لأنهما يطلبان تعثرات للهلال والاتحاد، وليس تعثراً أو اثنين، لكن لا شيء مستحيل عالم كرة القدم.

الاتحاد لديه مشكلة حقيقية، وهي أنه يفقد تركيزه إذا ما شعر بضغط الهلال عليه، يستعجل الفوز فيتعثر، شخصيًا أرى أن الهلال سيعود للصدارة، وأن الاتحاد سيقدمها لها على طبق من ذهب، أو لعله ضمك مع الاتحاد أو القادسية، أو النصر في تعادل متوقع، هذه هي الفرق الثلاثة المؤهلة لعرقلة الاتحاد، وكذلك الهلال، وهذا يعني استمرار المنافسة حتى الجولات الأخيرة أو الجولة الأخيرة، سيفوز باللقب هذا الموسم الأكثر انضباطًا وهدوءًا.

أمر آخر يتعلق بالهلال أود الوقوف عليه، وهو أن فريق الهلال في بعض الأحيان يدخل المباريات بثقة زائدة، قد تشعرك أحياناً أنه غرور، ولهذا تجدهم يلعبون بفنيات أكثر، يضيعون فرصًا كثيرة، فرصاً سهلة في غالبيتها، كنا قلنا في غياب نيفيز إن له تأثيره القوي، ولكن يبدو أيضًا أن غياب ميتروفيتش له تأثيره السلبي على الهلال، الفارق أن كل اللاعبين يحاولون التسجيل، ولكن ميتروفيتش يسجل فعليًا، وهذا ما يجعل منطقة رأس الحربة لدى الهلال هي النقطة الأضعف، ورغم أن وسطه ما زال قويًا جدًا، ولكن دون مهاجم صريح يسجل وليس فقط يحاول التسجيل، يبقى الهلال غير مستقر، وليس هو الهلال الذي حين يعتلي الصدارة ولا يتنازل عنها أبدًا.

إعلاميًا، ما زال صراع طواحين الهواء، ما زال لدينا مشكلة في غالبية الإعلام، الشخصنة وإلغاء الآخر، برامج كلها عدم دقة ولا معلومات صحيحة، خلط للحابل بالنابل، لدينا مشكلة فعلية في الإعلام الرياضي، نحتاج إلى غربلة سريعة، نحتاج الى إمتاع تحليلي أكثر، لكن إعلام «عنزة ولو طارت» لا نريده، فريق على حق حتى لو كان كله خطأ، نظريات خسارتي سببها التحكيم أو مخلوقات فضائية، تمجيد وتهليل وتصفيق لأي منجز آخر غير الفوز في أرض الملعب، للأسف في بعض الأحيان تكون مسخرة لا تخدم المسيرة الرياضية أبدًا، لا للأندية ولا للمنتخب.