يحدث أنك تربك الفريق الكبير، ويحدث أنه مقابل كل ارتباك هناك فريق كبير آخر يستفيد، الاتحاد في صدارة دوري روشن بـ52 نقطة، والوصافة هلالية بـ 48 نقطة، الفارق بينهم ليس مجرد أربعة نقاط، بل الفارق أن الاتحاد لا يضيع النقاط، والهلال أصبح يحترف التفريط بالنقاط، لا قصة تحكيم ولا شيء، كلها محاولات للتخفيف على اللاعبين وتنفيس الجمهور، كم فرصة يضيع الفريق في المباراة ولا يسجل، هنا نحكم على الفريق وأدائه، حقيقة الهلال في مواجهة الرياض الأخير التي تعادل فيها، وصل وهدد ولكنه لم يسجل، لا نقلل من فريق الرياض واستماتهم في المباراة، لكن الهلال هو من ضيعها، وضيع الصدارة، بل وفتح الباب أمام النصر والقادسية لكي يقتربوا منه في المركز الثاني، ليصبح هدف الهلال أن يتعرض الاتحاد لنفس الفيروس الذي يحمله الآن، وأن يعود الهلال للغة الانتصارات.
هناك النصر بالتخصص يفوز على الأهلي في مباراة قمة وروعة حسبت الأنفاس حتى اللحظات الأخيرة منها، والقادسية بنفس السيناريو وبعشرة لاعبين يطيح بالشباب ويكسب المباراة والثلاث نقاط، والاتحاد يضرب الوحدة بقوة، ليصبح فارق الأربعة نقاط بين النصر والقادسية من جهة، وبين الهلال في المركز الثاني من جهة أخرى، بل والفارق بين النصر والقادسية مع المتصدر الاتحاد 8 نقاط، لكي ينضم الفريقان إلى الهلال في دعاء تعثر الاتحاد، مع إضافة بسيطة لدى النصراوية وبني قادس، وهي استمرار تعثر الهلال، لأن تعثر الاتحاد والهلال يعني دخول النصر والقادسية على خط المنافسة على لقب دوري روشن لهذا الموسم.
الأهلي في المركز الخامس بعيدا عن المنافسة نوعا ما، والبقية كله خارج المنافسة، مع تبقي المنافسة على البقاء التي يسعى الرائد لكي يأخذ الأخدود مكانه ويخرج إلى تنفس هواء البقاء ولو مؤقتا، الفتح والوحدة لديهما نفس حظوظ الرائد رقميا، لكن على أرض الواقع الفريقان شبه مستعدان للهبوط، ومراسم المنافسة على دوري يلو الموسم القادم شبه قد بدأت لديهما، مع استمرار ثبات قاعدة أن لا مستحيل في عالم كرة القدم.
يبقى الحديث عن الهلال وماذا يحدث فيه، قلنا إصابات وعاد نيفيز وتم تعويض ميتروفيتش، قلنا غرور وثقة زائدة، وتم قيامهم بلعب منضبط في مواجهة الرياض، قلنا خيسوس لديه مشكلة في عدم إدخال تكتيكات جديدة غير مكشوفة لبقية الفرق، لكنه على أرض الملعب يصل ويهدد ويضيع فرصا، ما يحتاج الهلال اليوم جلسة نفسية مع اللاعبين، يحتاجون أن يتعمقوا في روح كرة القدم، بعد موسم ذهبي العام الماضي، وصدارة آسيوية، تشعر أنهم في الدوري متراخون قليلا، وحين يقررون العودة في المباراة، يصطدمون بعناد الخصم ورغبته في أن يعرقل الهلال فوزا أو تعادلا، الهلال يجرب وصفة بعض الفرق الأخرى في استخدام شماعة التحكيم، لكن الواقع الفعلي يقول إن الهلال ليس بخير، ولا بد أن يعالج الخلل قبل أن لا ينفع الندم.
دوري رائع ومنافسات قوية، عودة النصر والقادسية في مبارياتهم تؤكد أن الفريقين في مستوى رائع جدا، القادسية بعشرة لاعبين يطيح في الشباب، والنصر ورغم هدف الأهلي التعادل وقوة الأهلي، إلا أنه بلاعبه الجديد دوران، يحسم المباراة بهدف قاتل بأسلوب عالمي، لا ينفع التباكي على ما أهدره النصر والقادسية، ولكن في ظل تراجع مستوى الهلال، فأن الأمل لديهما تراجع مستوى الاتحاد، وندخل في مربع المنافسة الرباعية على اللقب، أتمنى ذلك حقيقة لنستمتع اكثر، ولكي ننهي مسيرة الهيمنة والسيطرة والحسم المبكر للدوري بين فريقين فقط، أو في فريق واحد فقط.