شهر رمضان أهلَّ هلاله، أسأل الله تعالى أن يعود عليكم وعلى وطننا وعلى كل المسلمين بالخير والبركة والتوفيق، أعواماً عديدة، وأزمنة مديدة.

هذا الشهر الفضيل، له العديد من الذكريات التي لا يمكن نسيانها على جانب الرياضة السعودية، ولو نرجع إلى الوراء قليلاً، ونسترجع الذكريات، وتعتبر «دورة عمدة حي الهنداوية» أول دورة تم تنظيمها في شهر رمضان على مستوى المملكة عام 1983، وأقيمت في عامها الأول قبل 42 عاماً، شاركت فيها أندية أحياء البخارية والشيخ والسبيل، وحققت الدورة نجاحاً مميزاً، الأمر الذي دفع القائمون عليها إلى إقامتها أكثر من مرة، على الرغم من صعوبة الإضاءة الليلية في ذلك الوقت، وبحسب رواية منظم دوريات حواري جدة المعروف عبدالعزيز المدي فقد كان الكهرباء تسحب من المنازل ويتم اللعب على « لمبات أبو كوع» ويضعون خلفها ورق القصدير. 

ويسترجع عبدالعزيز المدي الذكريات فيقول: «نسينا أن ندعو صاحب المنزل العم سعيد الغسال، إلى المباراة الختامية الذي كان يمدنا بالكهرباء من بيته، فغضب علينا وسحب السلك فانطفأت الأنوار في الملعب أثناء إقامة المباراة.. وهنا تدخل العمدة وقدمنا للعم سعيد - يرحمه الله - هدية لمراضاته، فأعاد الكهرباء إلى الملعب وتأجل النهائي إلى اليوم التالي».

وقد خرّجت تلك الدوريات الرمضانية لاعبين مهرة لا يمكن نسيانهم، من أشهرهم السهم الملتهب ماجد عبدالله، الذي لعب في بداياته مع فريق «شباب الهنداوية» بجدة قبل أن ينتقل للرياض مع والده وينضم إلى النصر، والسد العالي أحمد جميل «المواليد»، والأنيق خالد مسعد «القريات»، والحراثة محمد شلية «النزلة»، والمعلم مروان بصاص «الهنداوية»، ولاعب الاتحاد السابق محمد القرني «القريات».

وتجذب الدورات الرمضانية الجماهير، وأصبحت جذابة للعشاق والمتابعين، وبات الكثير يفضل مشاهدة الدورات التي تقام في مدينته ومحافظته وقريته وهجرته، وأصبح لها جماهيريتها، أكثر من اهتمامه بالفرق والبطولات الرسمية، وربما مردّ لذلك لمعرفته المرتبطة في الأغلب بلاعبيها، وحتى حكامها ولجانها التي تشرف وتنظم، كما أسهم نجاح تلك الدورات إلى تشكيل عدة روابط لفرق الأحياء في جميع مناطق المملكة، وتطور الوضع إلى أن أصبح هناك دوريات رسمية لفرق الأحياء، تحت مظلة الاتحاد السعودي للرياضة المجتمعية، ورابطة فرق الأحياء في المملكة، والروابط الفرعية، مما زاد من قوة التنافس على البطولات.

وتحرص العديد من الوزارات والهيئات والمؤسسات الحكومية على تنشيط الحياة في الملاعب والأندية طوال شهر رمضان المبارك، من خلال تنظيم الأنشطة الرياضية والدورات التنافسية في رياضات كرة القدم وكرة السلة وكرة الطاولة والرماية وبادل التنس والفروسية والكرة الطائرة وكرة قدم الصالات، والشطرنج ورياضة البادل فوت، التي أصبحت تغري الشباب في الأمسيات لتثري الساحة بروح المنافسة الرياضية والتواصل في مشهد يعلي من قيمة الرياضة ويشجع أفراد المجتمع على ممارستها، لما لها من تأثير إيجابي على حياة الأفراد سواء كانوا من قدامى الرياضيين أو من الهواة.

وتراعي الدورات الرمضانية أياما معدودة في الشهر ولا تقام في العشر الأواخر، وتختتم جميع الدورات بتكريم الفرق الفائزة وذوي المواهب من اللاعبين والمدربين.

وبمناسبة قدوم هذا الشهر الفضيل نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وإلى سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ يحفظهما الله ـ، وإلى المواطنين والمقيمين وإلى جميع المسلمين، ببلوغ شهر الصيام والقيام، أعاده الله على الأمتين العربية والإسلامية بالخير واليمن والبركات والمحبة والأمن والسلام.

مضمار للمشي وركوب الدراجات لممارسة الرياضة
أحمد جميل
عبدالكريم بن دهام الدهام - عرعر