لم يدر بخلد أكثر المتفائلين أن يصل الشعلة إلى آخر مباراة في دوري الدرجة الثانية وهو ينافس على بطاقة الصعود لدوري يلو وهي أشبه برسالة حنين من دوري الدرجة الأولى للشعلة ولسان حالها -طالما أنت برفقتي أنا بخير وفي أفضل أحوالي-. وهو المكان الطبيعي الذي يجب أن يكون فيه مع شقيقه نادي الكوكب ومن ثم البحث عن «المجد الجديد « وهو الصعود لدوري روشن!.
وكنت قد كتبت عند تكليف هذه الإدارة تحت عنوان (هل تعود الشعلة ذهب 24) أنه ليس مطلوب صعود بل المهم والأهم هو ترتيب النادي ماديًا وإداريًا وفك أسره من الديون وسداد المستحقات وهذا باعتقادي صعود لا يشبه أي صعود ولكن تفاجأت بإعلان رغبة الصعود وإذا لا بد كان من الممكن أن يكون هدفًا (غير معلن) لاعتبارات كثيرة أهمها تخفيف الضغط عن الإدارة نفسها واللاعبين والأجهزة الفنية إن تحقق فأنت جئت بالصعب وإن لم يتحقق فأنت مهمتك أكبر ولم تعِد أحدًا بشيء وهذا كان يجب أن يكون دور المستشار سعود الضحوك والأستاذ والكابتن الفاضل محمد المصلوخ نظرًا لقربهم من الإدارة وعقد كونغرس مصغر لتوضيح هذا الأمر للرئيس وأظُن الرجل منفتح على هكذا آراء وهذا هو (الدعم الحقيقي) البعيد عن قشرة الدعم المبني على المدح فقط، ولكن يبدو حتى أصحاب الخبرة يحتاجون لخبرة!.
الشعلة فارسنا الأصيل
مُمثلنا الأبرز خاض غمار ميدان السباق وهو يتوكأ على العكاز ولم يكن بكامل عافيته بعد أن رمى بالمنديل نادي الكوكب باكرًا واكتفى بما قدم حتى فترة الانتقالات الشتوية، وكعادة الشعلة (فارسنا الأصيل) ثقافة التنافس والركض في أحلك الظروف لم تثنيه عن المواصلة وكأنها رمزية اعتراف نحونا بأنّه النادي الوَحِيد في منطقة الخرج القَادر على تسكين خوفنا وبث الأمان بِداخلنا والذهاب إلى أبعد نقطة ممكنة في التنافس بغية تحقيق الصعود، وأجزم لو أن الإمكانيات المتوفرة للعلا والجيل توفرت لقطبي الخرج لصعد وبفارق نقطي مريح ولكن لعلها تجربة جيدة للإدارتين الجديدة أن استفادوا منها واكسبتهما خبرة ولو أن مصطلح خبرة -يحتاج سنوات طويلة حتى تكتسبه- وصححوا أخطاءهم وبدأو من اليوم الاستعداد للموسم القادم، على الرغم أن إدارة الشعلة أعلنت انسحابها من المشهد ورغبتها بإنهاء تكليفها وأتمنى أن تعدل عـن ذلك فلا يوجد عمل بلا أخطاء وهذا أمر طبيعي جدًا وهم جاؤوا في ظروف صعبة ووجود المهندس عبدالعزيز الشريف كالصباح الذي نفذ إلى حواس ومشاعر ليل الشعلة بعد أن أظلم وعاد ليعتلي صهوة الشمس، وأؤكد للمهندس عبدالعزيز بأنتي من المعجبين بشخصيته ولكن ربما لم يوفق في اختيار بعض أعضاء مجلس إدارته وهو الرجل المؤمن بـ (التمكين ومنح الصلاحيات) ولكن البعض لم يفرق بينها وبين (الفوضى) في حين يجب تسخير هذه الثقة بما يتوازى مع قيمة النادي وليس لتضارب الآراء فالمستشار يرفض دعم أحدهم والنائب يؤيده والثالث يتحدث عن أمور سابق لأوانها والواجب الإدارة يكون عندها توجهه عام ومرسوم وواضح يلتزم الجميع بالحراك في اطاره وتقدير الثقه الممنوحة لهم لا خلق الفوضى والقفز على صلاحيات الرئيس وتُصبح العملية « كل من إيده إلو»!.
الملك فهد والخرج
لديّ أمنية أتمنى أن تتحقق في القريب العاجل وهي صعود الشعلة والكوكب لمصاف أندية روشن هذا سيكسب المنطقة زخما كبيرا جدًا على المستوى الاقتصادي والإعلامي والاجتماعي والثقافي وأتمنى على المسؤول أن يحث رجالات المال والأعمال على الدعم المادي واللوجستي للأندية وأن يقوم بزيارات ويحضُر للتمارين ويسهل لهم بعض العقبات فتأثيرها المعنوي كبير جدًا فلا سماء دون نجمها وشمسها!.
والشعلة طُرح للخصخصة ولم يتقدم أحد على الرغم من أن الخرج تزخر بأكبر الشركات على مستوى الشرق الأوسط ولا أعلم لماذا الخرج فقط الشركات فيها تعزل نفسها عن الدعم والمساهمة في حركتها على مختلف المستويات فيكفي أن المدينة الرياضية تسير كالسلحفاة ومن وُلد عند بدأ أعمالها هو الآن في ريعان شبابه ومن كان في شبابه شابت لحيته والبعض توفاه الله دون أن يرى هذا المشروع النور!.
ولخامس ملوكنا الملك فهد بن عبدالعزيز (1921- 2005) -رحمه الله- مقولة شهيرة عند صعود المنتخب لكأس العالم وذلك أثناء اجتماعه باللاعبين والأجهزة الإدارية والفنية وهي: «لو دفعنا مليارات لإيصال اسم المملكة العربية السعودية لما استطعنا كما فعل صعود منتخبنا لكأس العالم»!.
ومنها يجب على الشركات أن تعي هذا الدور والقطاع الرياضي قطاع واعد ومقبلين على نهضة في البنية التحتية كبيرة وما تنظيم كأس العالم ببعيد والواجب الوطني أولًا ولمنطقة الخرج ثانيًا أن تسهم الشركات في هذه المرحلة وتكون جزء لا يتجزء من هذه الرؤية وتنفتح تجاه مجتمعها وتتقدم تجاه الأندية الرياضية كما فعل الصندوق السيادي الاستثمارات العامة و أرامكو، نيوم، الدرعية ، العلا.
آخر المطاف
يقول الفيلسوف الأميركي نورمان فينسنت بيل: «مشكلة معظمنا أننا نفضل أن (يدمرنا المديح) على أن (ينقذنا الانتقاد)»!.