في العادة نقول عن الثالثة ثابتة، أي يعني لا يحتمل السقوط في المباريات مرتين متتاليتين، ولكن كرة القدم وأحوالها وتقلباتها تغير كل قواعد الحياة وتحولها إلى معانٍ أخرى مختلفة تشبه دورانها غير الثابت، ومن خلالها نادي الاتحاد استطاع الانتصار على نادي الرياض بصعوبة بالغة وبشق الأنفس بعد ثلاثة تعثرات متتالية أتت أمام الخليج والأخدود والقادسية.
طبعاً، الاتحاد لا يزال متصدراً لجدول ترتيب دوري روشن السعودي وبفارق أربع نقاط بينه وبين وصيفه الهلال، ولكن المشكلات الفنية للفريق التي من أهم أسبابها المدرب لوران بلان بسبب عدم وجود أفكار تكتيكية جديدة تواكب المنافسة على الصدارة حتى نهاية الدوري.
غالبية الاتحاديين في حالة عدم أريحية واطمئنان على الوضع العام لناديهم، هم يتمنون شيئاً يبتهجون من أجله، والواقع مجهول ويوحي بنهاية غير سعيدة لهم، هي أحاسيس تعتري الجماهير الاتحادية، لا تعلم هل تُصدِّق عندما تذهب الأمور إلى غيرهم وهم كانوا الأولى بها، أو قد تنصفهم الأقدار وتكون لها الكلمة بتحقيق ما يصبون إليه وما صبروا من مُرّ ما رأوه؟!
الاتحاد يحتاج إلى وقفة صارمة وجادة مع مدربه لوران بلان وإيجاد طريقة يرتقي بها من أجل مصلحة الفريق العامة والتخلي عن قناعته الفنية القاتلة، وأجزم لو حدث هذا الأمر ستكون نقطة تحول للفريق الاتحادي في الجولات الحاسمة التي لا تقبل أنصاف الحلول.
حتى الإدارة الاتحادية من المفترض أنها تتحمل المسؤولية كاملة فيما يتعلق بسوء حال الفريق الفني في الفترة الماضية، من يُصدق الاتحاد من بعد مباراة الهلال الجبارة غير قادر على اللعب بكرة فنية جميلة في أربع مباريات متتالية تعادل بطريقة مريرة في ثلاث، وكسب واحدة بتعب نفسي شديد وأُصيب الجمهور بإحباط أشد!
إذاً، مشكلة الاتحاد تكمن في الإدارة، نتمنى أن يواجهوا أنفسهم حتى يجدون حلولاً لمشكلاتهم، وإذا كانت بالمدرب نرجو منه المعالجة، وإذا في اللاعبين نأمل منهم استشعار المسؤولية، ويفقهوا أنهم في مراحل الحسم إما أن تكونوا فيها أو لا تكونوا، تعاونوا على نجاح الاتحاد طلما أنكم في مركب واحد وتمثِّلون منظومة واحدة.
والشيء الذي نخشاه هو المكابرة وترك المشكلة الاتحادية تكبر وتتدحرج مثل كرة الثلج ويستفيد المنافسون من هذه الفجوة الكبيرة ويتلاشى تتويج موسم كان أساساً بمتناول اليد!
ختاماً:
أقدموا على إصلاح الأمور واعملوا على تعديل الأوضاع ورتبوا الصفوف يا اتحادية.. قبل البكاء على اللبن المسكوب!