وجوهٌ جديدة راهن عليها رينارد ونجح المدرب واللاعبون
التأهل المباشر معقد والأمل موجود والدفاع كان سيد الموقف
مباريات الملحق تمثل كابوساً من الصعب الابتعاد عنه
نقاط البحرين وأستراليا وتعثر «الكنغر» أمام اليابان يؤهلان الأخضر
نجاح في الصمود مع غياب الاستحواذ
أحدث المدرب الفرنسي هيرفي رينارد 10 تغييرات في قائمة الأخضر للنافذة الدولية الأخيرة مقارنة بخياراته في كأس الخليج أو النافذة الدولية السابقة من التصفيات، أسماء مثل جهاد ذكري وزياد الجهني وتركي العمار وحامد الشنقيطي وعبدالله آل سالم وأيمن يحيى وغيرهم ممن عرفوا استدعاءهم الأول مع رينارد من المهم جدًا كسبهم ثقة وبناء عقلية انتصارية للمجموعة الجديدة وهذا ما حدث، كسب كل نقطة متاحة في ملعبك وتفادي الخسارة في ملعب مثل سايتاما أمام خصم بقيمة اليابان، هذا بخلاف الأداءات الفردية الرائعة لبعض هؤلاء اللاعبين كجهاد ذكري الذي قدم أداءً ملفتاً في ظهوره الأول، مكسب مهم جدًا يستطيع رينارد البناء عليه للمستقبل القريب.
حسابياً ما زال التأهل المباشر معقد
عملياً ومن الناحية الذهنية والمعنوية أربع نقاط من الصين واليابان سيناريو ممتاز، لكن حسابياً هو رصيد غير كافٍ فالأخضر كان بحاجة للست نقاط كاملة ليمتلك فرصته بيده ولا ينتظر نتائج باقي المنتخبات، نظام التصفيات ينص على حسم التأهل في حال تساوي النقاط بفارق الأهداف وأستراليا حالياً تملك + 7 ومنتخبنا - 2 ، فارق 9 أهداف شبه مستحيل تعويضه في مباراتين لذلك حظوظ الأخضر في التأهل المباشر مرهون بنتيجة سلبية لأستراليا ضد اليابان الجولة القادمة، حينها تصبح نقاط البحرين واأستراليا كافية للتأهل المباشر، في حال فوز أستراليا على اليابان تتضاءل فرصنا كثيرًا في المرور المباشر لأن المنتخب السعودي حينها يحتاج للفوز بنتائج قياسية على البحرين وأستراليا وهذه احتمالية ضعيفة جدًا، الأخضر أنجز نافذة دولية رائعة بالحصول على أربع نقاط من الصين واليابان المشكلة ليست هنا، المشكلة أنك حالياً تدفع ثمن تعثرات سهلة كالبحرين وأندونيسيا في ملعبك وإلا لما كنت مطالباً بالفوز على اليابان في ملعبها.
جانب فني مشرق وجانب مخيف
من ناحية التنظيم الدفاعي يكاد يكون هيرفي رينارد أفضل من درب المنتخب السعودي، مباراة قطر في نصف نهائي الخليج عام 2019 وقطر حينها بطل آسيا، ومباراة الأرجنتين في مونديال 2022، ومباراتين ضد أستراليا في أستراليا تصفيات 2022 والتصفيات الحالية، وأخيرًا ضد اليابان، هي نموذج لخمسة مباريات متفرقة في حقب مختلفة ضد نوعية خصوم مختلفين جميعها قدّم فيها المنتخب السعودي أداء دفاعيا ممتازا وظهر بشكل متماسك وهو يدافع خلف الكرة بالرغم من أن الأخضر لعب هذه المباريات بأساليب دفاعية مختلفة، تارة بدفاع متقدم وتطبيق نموذجي لمصيدة التسلل، وتارة بدفاع منخفض.
القاسم المشترك أن جميع هذه المباريات نسبة استحواذك كانت أقل وتركت الكرة باختيارك للخصم لكن نجحت في الصمود والخروج بشكل منظم دفاعيا، الجانب الفني المزعج في الأخضر والذي يصل لمرحلة القلق هو حالة الفريق بالكرة وشكلك الهجومي، لا يوجد منقصة أو عيب في التخلي عن الكرة وتقليل نسبة الاستحواذ ضد خصوم أعلى منك، لكن حينها أنت مطالب بتطبيق التحولات الهجومية بشكل فعال وهذا الأمر يفتقده الأخضر في معظم مبارياته، حتى المباريات التي يستحوذ فيها الأخضر بنسب عالية معدل صناعتك للفرص متدن وضعيف، المنتخب السعودي لديه نواقص عناصريا بالتحديد خطي الوسط والهجوم ولكن هذا جزء من المشكلة فقط، الجزء الآخر يتعلق بتنظيم هيرفي رينارد، لا يوجد حاليا خط هجوم في التصفيات النهائية أضعف من خط هجوم منتخبنا الذي سجل أربعة أهداف فقط في سبع مباريات وهذا خير رقم ليدلل على مشكلتك.
التصفيات الأخيرة أكثر خطورة من الحالية
أصحاب المراكز الثالث والرابع في كل مجموعة لن يودعوا مباشرة كما جرت العادة في التصفيات السابقة بعد زيادة عدد المقاعد الخاصة بقارة آسيا من أربعة مقاعد ونصف إلى ثمانية مقاعد ونصف، لكن التصفيات الإضافية تحمل معها جوانب خطر ومؤشرات تثير القلق، أولا هي تُلعب بنظام الدوري من دور واحد ثلاثة منتخبات بالتجمع ويتأهل البطل فقط، ثانيا هناك احتمالية للعب هذه المباريات بالتجمع خارج ملعبك وهذا أراه عائقاً ليس من السهل تجاوزه، معظم نتائج المنتخب الجيدة السنوات الأخيرة حققها في ملعبه بينما كان دائما يعاني خارج ملعب، ثالثا وأخيرًا أمر يتعلق بنوعية الخصوم فاحتماليات المركزين الثالث والرابع فيها منتخبات كقطر والامارات وعمان والعراق والاردن وجميع هذه المنتخبات تملك سجل خاسر ضدها السنة الأخيرة هذا بخلاف امتلاكهم للحافز الأكبر بالظهور المونديالي الأول لبعضهم في المطلق والأول من زمن بعيد للبعض الآخر.
نوعية خصوم معقدة و180 دقيقة ستحدد مصيرك لذلك كل الأمنيات بنتيجة تخدم مصالح الأخضر بين منتخبي أستراليا واليابان وحينها تصبح حظوظك ممكنة لتفادي كل الحسابات المعقدة وتقليل عمر التصفيات الخاصة بك واستغلال النوافذ الدولية القادمة قبل المونديال في التحضير له لا في معايشة كابوس الوصول له من عدمه.