لم يعد الحديث عن رياضة المدينة المنورة لمشجعي ناديَي أحد والأنصار خاصة، والجماهير الرياضية بالمدينة المنورة بشكلٍ عام عن تحقيق المكاسب، وتجهيز الأندية للعودة لمكانها الطبيعي في لعبتَي كرة القدم والسلة، بل أصبح الحديث خلال المواسم الأربعة الأخيرة عن الأماني والرغبات بتوقف الانتكاسات، وزوال الهفوات، والأخطاء التراكمية المركبة والمستمرة، والتي قادت وما زالت تقود الناديين إلى نفقٍ مظلم في هاتين اللعبتين، بعد أن كان كلاهما أو أحدهما على الأقل متواجداً في الدرجة الممتازة للعبة كرة القدم، وهما بشكلٍ دائم قطبان أساسيان ومحوران مهمان للعبة كرة السلة، فقد قدما في أعوامٍ مضت أهم أسماء اللعبة التي خدمت المنتخبات السعودية بكافة فئاتها، وانتقلت من قطبي المدينة إلى قطبي العاصمة، أو قطبي جدة، وفي الآوانة الأخيرة كان لفريق العلا النصيب الأكبر من نجوم ومواهب الناديين بسبب الوضع المادي بعد أن فشلت أندية المدينة في الحفاظ على مكتسباتها، في ظل تطور وانتعاش اللعبة عند غيرها من الأندية الأخرى، الأنصار هبط لمصيره المجهول دوري الدرجة الثالثة وجاره أصبح المرشح الأول للتوديع دوري الأولى لثانية.

هذا التراجع الكبير جاء واضحا وتأثر بغياب كبير وتجاهل واضح من رجال أعمال المنطقة الذين اختفوا تماماً عن دعم أنديتها، وهذا هو السبب الرئيس للهبوط، وحاجة النادي لموارد مالية تحكم بيعهم لنجوم الناديين

وبالتالي فإن المادة هي السبب الأول والأخير فيما يحدث لأندية المدينة المنورة، وخصوصا أن النفقات أكبر من المداخيل المالية لهذه الأندية بسبب عدم وجود داعمين ورعاة من الشركات، وأن هناك مصاريف لعدد من الألعاب لم تحقق النجاحات، إلى جانب هروب بعض المدربين واللاعبين لعدم توفر رواتب لهم بسبب عدم وجود دخل يغطي الالتزامات الشهرية، إضافة لعدم وجود الخبرة الفنية والإدارية للإدارات الحالية التي تواكبت مع العجز المالي.

أخيرا لن ينصلح حال أندية المدينة سوى بتدخل مباشر من وزارة الرياضة وإيجاد شركات لرعاية الناديين خصوصا في ظل الحراك الكبير لتطور الرياضة السعودية بتدخل الشركات الكبرى لرعاية الأندية، والذي أحدث قفزة نوعية لأندية مثل القادسية ونيوم والدرعية والعلا، وأخرى بالطريق.

أندية المدينة أحد والأنصار لها تاريخ كبير تستحق رعاية من شركات كبرى، لعدم تواصل هذا الوضع الصعب.

الأنصار لمهب الدرجة الثالثة