الشخص الذي كانت لديه إشكاليات كثيرة في منصبه، وأقام الدنيا وأقعدها بقرارات التي من المستحيل أنها ترضي الجميع بحكم متطلبات الأندية الهائلة، وهذا ما جعله لا يتحمل كثيراً في الجلوس على كرسيه الساخن، ورأى أنه من المناسب ترجله من منصبه حتى يرتاح من الهم الذي جناه في السنتين الماضيتين التي تساوي دهراً من مر ما تلقاه من وسط لا يمكن أن تهدأ أمواجه.

هكذا هو سعد اللذيذ الذي قدم استقالته من برنامج الاستقطابات للتعاقد مع اللاعبين والمدربين الأجانب، البرنامج هذا حديث وفكرته تطويرية ومشكلته الوحيدة هو الكثير من الغموض الذي يكتنف داخله، حيث أظهر في مقابلة من مقابلاته الإعلامية بعض الأشياء وأخفى أشياءً أخرى، وأيضاً خرج في مؤتمر صحفي لقطاع الرياضة حينما واجهته الصحافة بأسئلة سبرت أغواره وأعطى إجابات غير الذي قالها في برنامج تلفزيوني.

تشير الأخبار الإعلامية والمصادر الصحفية بنفس دقائق أنباء استقالة سعد اللذيذ إلى أنه سيقود منصباً رياضياً في نادي نيوم، وهنا نشير إلى ناحية تحليلة في غاية الأهمية وهو أنه فكر في مستقبله الإداري كثيراً، أفضل من وجوده بوجه المدفع في قيادة برنامج رياضي محدود فترته بسنوات قليلة، مع الكثير من تحميله مسؤولية فشل ونجاح أندية جدلية يستحيل إرضائها ولو أعطيتها من المال الكثير ستبقى بنظرهم مقصر بحقهم!

كل عمل في الوسط الرياضي لا يكن فيه وضوح ورؤية خاصةً عندما تكون فيها الأمور حقوق لأندية جماهيرية، ولديها إعلام قوي أكيد سوف يكون لها ردود فعل قوية وموجة غضب عارمة مثلما حدث ما حدث في السنتين الأخيرتين. سنتان فيهما من الدروس الكثيرة ومن العظة والعبرة لماضي نتمنى أنه لا يتكرر مثل السابق، ولكن هل القادم بعد سعد اللذيذ يعي أهمية المرحلة القادمة ويعمل عملاً مختلفاً ويصحح فيها أخطاء مترسبة تجرعتها بعض الأندية التي شكت حالها المؤلم والموجع؟

على المسؤول القادم لبرنامج الاستقطابات أن يواجه الأندية بالمواجهة المباشرة والصريحة بحيث يخرج الأمور من دائرة مسؤليته، كي يعرف الإعلام والجماهير على حدٍ سواء لو حدث أي سوء عمل هو لا يتحمله لوحده بل يتحمله من لا يحسن إدارة الأمور وتدبيرها.

ختاماً:

برنامج الاستقطابات معتركٍ جديد في رياضتنا اكتشف بأخطاء جمة في الفترة السابقة، وحان وقت التصحيح وتقويم الأحوال إلى الأفضل من أجل مواصلة مشروعنا الرياضي العالمي ولكم جزيل الشكر على حسن الاطلاع.

حسين البراهيم