تعرضت سوق النفط العالمية إلى موجة من التقلبات الحادة خلال الأسابيع الماضية، مما أفقدها السيطرة على اتجاه الأسعار نحو الاستقرار، بناءً على عوامل السوق الأساسية، وازدادت هذه التقلبات خلال أيام أسبوع الماضي، مع إغلاق المنصات البحرية في خليج المكسيك بالولايات المتحدة وتعطل عمليات التكرير على الساحل بسبب وصول الإعصار فرانسين إلى جنوب لويزيانا يوم الأربعاء، ‏لذلك قفز خام برنت 1.42 دولارًا أو 2 % الى 70.61 دولارًا، وغرب تكساس 1.56 دولارًا أو 2.4 % الى 67.31 دولارًا. وعندما أوقف الإعصار الإنتاج بما يقرب من 700 ألف برميل يوميًا أو 42 % من إنتاج النفط في المنطقة أو 11 % من من الانتاج الكلي للولايات المتحدة يوم الخميس الماضي. ليواصل برنت الارتفاع 1.36 دولار أو 1.9% الى 71.97 دولارًا، وغرب تكساس 1.66 دولارًا أو 2.5 % الى 68.97 دولارًا خلال نفس اليوم.

ثم ساد الهدوء في خليج المكسيك يوم الجمعة بعد تلاشي الإعصار، ولم يتسبب في أي اضرار بالغة، وعادت الأسعار إلى التراجع في نهاية التداول، بعد ارتفاعها بأكثر من دولارًا قبل الإغلاق، وعند الاغلاق انخفض برنت 36 سنتًا، وغرب تكساس 32 سنتًا، مع تحول تركيز المتداولين مرة أخرى على انخفاض الطلب. وبهذا أنهت الأسعار الأسبوع الماضي، بارتفاع برنت 0.54 دولارًا أو 0.8 % الى 71.61 دولارًا، وغرب تكساس 0.98 دولار أو 1.4% الى 68.65 دولارًا. ليكون تأثير العاصفة أشد وطأةً على الأسعار من ارتفاع‏ المخزونات الأمريكية: النفط 833 ألف برميل إلى 419.1 مليون برميل، ‏البنزين‬ 2.3 مليون برميل إلى 221.6 مليون برميل، ‏الديزل‬ وزيت التدفئة 2.3 مليون برميل إلى 125 مليون برميل. بينما أستمر انتاج النفط عند 13.3 مليون برميل يوميًا، وفقًا لتقرير إدارة معلومات الطاقة الأميركية الأربعاء الماضي. كما أظهرت بيانات بيكر هيوز أكبر زيادة أسبوعية في منصات النفط بمقدار 8 إلى 590 في الأسبوع المنتهي في 13 سبتمبر، ليعود إلى مستويات منتصف يونيو.

ولهذا اختار المستثمرون التخلص من عقود النفط قبل نهاية الأسبوع، مع استئناف خليج المكسيك الإنتاج ونشاط التكرير، وقالت بلومبرج لم تكن صناديق التحوط أكثر تشاؤماً بهذا القدر من قبل بشأن خام برنت، ولأول مرة على الإطلاق، حيث أثرت مخاوف فائض عرض النفط العام المقبل، زيادة المنتجين من خارج أوبك+ لإنتاجهم، وتأثير الطلب من الصين والولايات المتحدة على أسعار العقود الآجلة، رغم إن صناديق التحوط مازالت متفائلة بشأن خام غرب تكساس إلى حد ما، إلا إن مديري الأموال قلصوا صافي موقفهم الصعودي لخام غرب تكساس في بورصة نيويورك. كما تحول مديرو الأموال إلى أكثر تشاؤمًا بشأن الديزل في ما يقرب من تسع سنوات، حيث عمقوا صافي مركزهم القصير، وكان صافي مركز البنزين الطويل أقل صعوداً في أكثر من سبع سنوات.

وفي نفس الاتجاه الهبوطي، خفضت وكالة الطاقة الدولية توقعاتهما لنمو الطلب في تقريرها الخميس الماضي، بمقدار 70 ألف برميل يوميًا إلى 900 ألف برميل يوميًا، بينما أبقت على توقعاتها في 2025 عند 950 ألف برميل يوميًا، وأرجعت خفض التوقعات إلى تأثير ضعف الاستهلاك الصيني وفائض المعروض العام المقبل إذا مضت مجموعة "أوبك بلس" في خطتها بزيادة الإنتاج تدرجياً، أما أوبك في تقرير أغسطس، خفضت توقعاتها لنمو الطلب للشهر الثاني على التوالي، بمقدار 80 ألف برميل يوميًا الى 2.03 مليون برميل يوميًا في عام 2024، وبمقدار 40 ألف برميل يوميًا إلى 1.78 مليون برميل يوميًا في عام 2025.