"يأتِي الفُقد بِما لَا يشتهِي قلبُ المُحبِّ".. إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك لمحزونون، ولا نقول إلا ما يرضى ربنا إنا لله وإنا إليه راجعون.. رحم الله الدكتور عبدالعزيز بن سلطان الملحم وغفر له وربط الله على قلوب أحبابه جميعاً.. فقد حفلت الأخبار بالمعزين والمواسين والداعين له بالرحمة والمغفرة.

وأنا أكتب هذه الحروف المؤلمة أتذكر أنني عملت تحت إدارة عشرات المسؤولين والمديرين في التلفزيون السعودي ووزارة الإعلام خلال مسيرتي الوظيفية.. ويبقى الملحم -رحمه الله- من المسؤولين الذين نفخر بهم، فهو مثل يحتذى به، يجبرك بما حباه الله من قوة الكاريزما على حُبَّ العمل، وتطوير القدرات في جميع المجالات، فهو يتميز بالمهنية العالية، وحُبَّ العمل المستمر والمثمر، عرفت الملحم فوجدته من أكابر الرجال، ومن غاب يظل ذكره راسخاً في الذاكرة، وفي نفس الوقت عُرف عنه التواضع الجم، ودعم العاملين معه.. وهذه إحدى صفاته المجتمعة فيه -رحمه الله-.

وقد تسنم مناصب عاليه.. أتذكر منها عندما عمل رحمه الله وكيلاً لوزارة الإعلام لوكالة التخطيط والدراسات والمشرف العام على تقنية المعلومات كنت أحد الموظفين في الوكالة وقد تباشرنا أنا وسعادة وكيل الوزارة (سابقاً) الأستاذ محمد بن سعد بن صالح وجميع الزملاء الكرام.. كما تفاجأتْ حقيقة بالكم الهائل من التهاني له على هذا المنصب الذي كان جديرا به -رحمه الله- فهو يستحق ذلك حيث كان صاحب المبادرات المتميزة، والأفكار النيرة، حقيقة لقد أحبه الجميع.

ومن المواقف الإنسانية التي لن تنمحي من ذاكرتي عند وفاة ابني -رحمه الله- والكل يعلم قوة الفقد وأثره على الإنسان، وقف بجانبي وكان نعم الرجل الذي يجبرك على حبّه، ففي مثل هذه الظروف الإنسانية تعرف معادن الناس فقد كان بالنسبة لي كالبلسم الشافي الذي يزيل الأوجاع.. الملحم -رحمه الله- رجل استثنائي، ودائم التواصل باستمرار مع الجميع الذين اتفقوا على محبته وتألموا على فقده.. ونحمد الله أن وافاه الأجل وهو في مكة المكرمة عندما اتجه إليها بقصد العمرة التي أتمّها.. وعزانا ذكره الجميل الباقي في نفوس محبيه مدى السنين، وتاريخه المشرف، وما حققه من الريادة والنجاح للوطن.

ولن ننسى فقيدنا الغالي -أبو سلطان- مهما طال الزمان.. فقد كان لرحيله الأثر البليغ في نفوسنا من الحزن العميق في نفوس الجميع خاصة الأوساط الإعلامية، لما كان يتمتع به من الخلق الرفيع، وطيب المعاملة، وحسن المعشر، وسعة العلم وما يمتلكه من ثقافة عالية، رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته، وألهم أحبابه وأسرته وذويه الصبر والسلوان.

د. عبدالعزيز الملحم -رحمه الله-