الغاية ليست العقوبة والغرامة، الغاية الأساسية هي السلامة والمحافظة على الأرواح والممتلكات، ومن هذا الواقع ولكي يتماشى نص النظام مع روحه، أتت مكرمة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده -حفظهما الله- التي تقضي بتمديد فترة الخصم على المخالفات ولمدة ستة أشهر والمسجلة قبل 18 / 4 / 2024، حيث إن خادم الحرمين وسمو ولي عهده يعلمان جيدا أن هذه المكرمة متماشية ومتسقة مع حجم العمل الذي تقوم به وزارة الداخلية ممثلة بالأمن العام والإدارة العامة للمرور، من حملات توعية وتنظيم، وبالتالي فإنه كلما ارتفع وعي الناس وتجاوبهم انخفضت معدلات المخالفات، ونظرا لوجود مبالغ متراكمة من فترات سابقة قد تثقل كاهل المواطنين والمقيمين فإن المقام الكريم أخذ بعين الاعتبار بعطفه أن لا بد من مساعدتهم والتسهيل عليهم لكي تستمر أمور حياتهم.

هذه هي الفكرة الأساسية، الوعي والسلامة والأمان والحفاظ على الممتلكات والأرواح وليس تحصيل الأموال، الدولة ليست بحاجة لتحصيل غرامات ومخالفات، لكنها بحاجة إلى سلامة الناس وأمنهم والمحافظة على الممتلكات، وجهود الإدارة العامة للمرور في هذا المجال تنصب كلها على عمليات التنظيم والتسهيل والمحافظة، وجهودهم في التوعية أيضا أمر لا يمكن تجاوزه، ومؤخرا ومع ازدياد الأزمات المرورية نظرا لما تشهده المملكة من مواسم رياضية وثقافية وترفيهية، فإن الإدارة العامة للمرور تواكب كل حدث، بتجهيز وتخطيط مسبق، والأمر رغم ما يواجه من تحديات وصعوبات، إلا أن الإدارة العامة للمرور لدينا تمتلك من الخبرات والمؤهلات والإمكانات ما يجعلها في مخرجاتها تفوق كل ما يمكن تصوره، ولمواسم العمرة والحج خير دليل وإثبات.

كذلك لا بد من الإشارة إلى جهود الإدارة العامة للمرور فيما يتعلق بملف ذوي الإعاقة والمواقف الخاصة بهم، حقيقة نحتاج مزيدا من الرقابة في هذا المجال، الوعي متواجد لكن الالتزام يكون أقل من المأمول، وإدارة المرور وكوادرها تراقب وتخالف كل من يستعمل هذه المواقف من غير ذوي الإعاقة، وللأمانة ومن ملاحظاتي الشخصية أن هناك التزاما من السائقين لكن نجد بعض الخلل من قبل البعض، تأخذهم أحيانا حجة السرعة وأن التوقف لن يدوم لدقائق، وهذا أمر غير مقبول، لأنه لا بد والالتزام، وإن كنت لا تقبل أن تبحث لدقائق عن موقف مخصص لك، فأنا لا أقبل أن أنتظر دقائق أيضا كأحد ذوي الإعاقة.

كذلك نقدر ونشكر إدارة المرور على جهودها في ضبط ملف الدراجات الخاصة بموضوع التوصيل، ازدياد العدد وعدم التزام سائقي هذه الدراجات أصبح يشكل عبئا وخطرا على كل الطرق، ولا يخلو يوم من حادث سواء بينهم أو مع بقية المركبات، وهذا الأمر أصبح مشكلة حقيقية لا بد من حلها، لا نقول منعها، ولكن نريد تنظيما يحل هذه المشكلة ويمنع بشكل قطعي حوادثها غير المبررة.

نعيد ونكرر أن فكرة المخالفات ليست الغاية، وإنما الوسيلة لكي نصل إلى مرحلة من الأمن المروري، لأن سلامة الإنسان فوق أي اعتبار، ويكفي أن نعلم أن تكاليف الأمن المروري والتسهيلات المرورية وما يتم توظيفه من إمكانات بشرية وتكنولوجية لخدمة الملف المروري تكاليف باهظة، وبالتالي يخطئ من يظن أن المخالفة غاية وهدف، ومع هذا وكله، فإن مكرمة خادم الحرمين وسمو ولي العهد، تأتي لمراعاة ظروف الناس.. حفظ الله المملكة ونصر ولاة أمرنا.