يثار كثيراً الجدل حول مستقبل الكتاب، بالذات الورقي، بعدما بدأ الكتاب الرقمي ينافس، ويظهر في الساحة بشكل كبير، الأمر الذي جعل البعض يعتقد أفول الورقي، وأنه لا مستقبل له، لكن من يقول بذلك يواجه وبشكل صادم أعداد دور النشر الموجودة على مستوى العالم، والتي تبدو لنا أنها في ازدياد.

هذا الأمر يجعلنا في حيرة خاصة إذا ما نظرنا لمعارض الكتب التي تقيمها نسبة كبيرة من دول العالم والتي هي الأخرى تشهد إقبالاً كبيراً من الزوار، ومحبي الكتاب الورقي.

هذا الأمر يطرح تساؤلاً مهماً عن القارئ ذاته، هل فعلاً يوجد قراء وبنسب كبيرة يقرؤون الكتب عبر الشاشات، هل هذه الهواية المحببة للكثيرين التي تؤدي بالإنسان إلى مزيد من المعرفة والعلم والتعلم، والترفيه والمتعة في نفس الوقت، يمكن لها أن تشهد طفرة في القراءة عبر الشاشات، وهل سوف ـ يحل "الكاندل" وهو أيباد خاصة بالقراءة ـ مكان الكتاب يوماً ما، أو من لا يزالون يقرؤون الكتاب بشكله التقليدي، ولكونه لا يوجد دراسة علمية تشير إلى حجم أعداد القراء عبر الكاندل أو الأيباد، فنحن لن نتمكن من تقرير أو إثبات صحة كلام إحدى الفريقين، فالدراسات هي ما يمكن أن تؤكد وبدقة حجم كل فريق قياساً بالفريق الآخر، وكذلك الأرقام التي تصدر عن معارض الكتب في حجم الإقبال على الكتاب "الورقي" طبعاً قياساً بالرقمي، وليس الاكتفاء بالانطباعات الشخصية أو تكهناتنا أو توقعاتنا.

إنما مع ذلك كله يظل الكتاب الورقي يحمل نكهته الخاصة، وذائقته التي اعتاد عليها القراء من أمد طويل.