كنا قد تكلمنا في المقال السابق من الأسبوع الماضي عن مسرحية «الروع» لفرقة تواصل من دولة عمان الشقيقة، أما مقال اليوم فهو عن المسرحية الخامسة من ليالي مهرجان المسرح الخليجي الرابع عشر والذي نظمته هيئة المسرح والفنون الأدائية بوزارة الثقافة، اليوم نتحدث بالتحليل الفني عن مسرحية «الخيمة» من دولة قطر الشقيقة، المسرحية التي نالت من الجوائز، جائزة أفضل إضاءة وجائزة أفضل أزياء، الخيمة مسرحية تضمنت اختبار الأخوة حين تعبث بهم الريح، مما أدت بهم أيضاً إلى فكرة بيع مأواهم الخيمة، لم تترك الخيمة للمتفرج فرصة أن يغمض جفن له، كتبها عبدالرحمن المناعي وأخرجها ناصر عبدالرضا، المسرحية تحكي اختبار الأخوة التي تآكلت لأسباب شتى، حين تعبث الريح بخيمة نسجها صبر أم ومكارم أب، هي خلاصة قيم وأصالة، لكن الأخوة في ومضة أشعلتها ريح اشتدت ينبرون لبيع الخيمة بكل قيمها، وبالنظر للمسرحية من الناحية الفنية نجد التشابك ما بين النص والعرض برغم أن النص لم يكن مليئاً بالإشارات لما سيحدث، لكن الإخراج عوض هذا النقص بعرض صور رمزية ودلالات فنية كشفت خبايا النص من خلال الرقصات التعبيرية، وهي بلا شك كانت رقصات درامية صورت الحالة النفسية لدى الشخصيات خاصة شخصية جبير وولعه بنوره التي اختفت، كذلك عندما قرر جابر أن يخرج لمواجهة الوحش ثم تراجع لكنه شاهد أطياف نوره في السراب، وهذا كله حدث رقصاً تعبيراً رائعاً، وروعة الرقص التعبيري تجلت في مشهد مواجهة العالم السحري الخرافي، كل هذا ما كان يمكن لنا أن نراه إلا من خل الرقص، وهو دور مسرحي تقني، استعاض به المخرج بين المشاهد كفواصل بديلة لبعض حوارات الشخصيات، لم نر ستارة تغلق ولم يغلق مشهداً، ولكن رأينا تواصلاً من خلال الرقص، كان ذلك دلالة بالغة على أن الرقص لم يكن مقحماً قط على المسرحية، بل كان له أدوار درامية، المخرج ناصر عبدالرضا التقيته بعد المسرحية خارج الخيمة التي أبدع كثيراً في إخراجها وأثنيت على ما شاهدته في خيمته، رد عليّ بقوله، فقال مبتسماً: يكفي أننا كمسرحيين خليجيين عدنا ننشد الهولو على ظهر السفينة، نحن عدنا ننشد الهولو عدنا للمدينة، عدنا إلى أمانينا الفينه، عدنا والعود أحمد إلى الرياض المدينة البهية التي احتضنت فعاليات العرس المسرحية الخليجي 14، شكرته على لطف كلماته وجمال عرضه الخيمة، وتواعدنا إلى لقاء الغد لمشاهدة العرض السادس والأخير من عروض المهرجان «غصة عبور» المسرحية من دولة الكويت الشقيقة، العرض الذي نال الجائزة الكبرى كأفضل عرض متكامل، مسرحية ناقشت قضايا مهمة تخص أغلب المجتمعات، حكت قصة مجموعة من الأشخاص علقوا على جسر بعد الإغلاق المفاجئ للمنفذ، ليصبحوا غير قادرين على العبور إلى الواجهة المقصودة أو العودة مرة أخرى إلى المكان الذي جاؤوا منه، المسرحية التي سأتناولها في المقال المقبل بإذن الله، ودمتم بخير.