مؤتمر الزكاة والضريبة والجمارك، خطوة نوعية لمستقبل اقتصادي قائم على الكفاءة والابتكار، في عالم يشهد تطورات تقنية متسارعة، وبناء منظومة شاملة تتبنى التحول الرقمي، لذلك هذا المؤتمر ليس مجرد حدث اقتصادي؛ بل يمثل تحولًا حقيقيًا نحو عصر جديد من الكفاءة الاقتصادية، وفرصة للمختصين والعاملين في القطاعات ذات الصلة لاكتساب خبرات ومعارف جديدة تسهم في تعزيز مكانة المملكة كقوة اقتصادية رائدة..

الحديث عن الزكاة والضرائب والجمارك قد يبدو تقليديًا، لكن في عصر التحول الرقمي، باتت تمثل هذه المجالات محاور رئيسة في تحقيق استدامة الاقتصاد وأمنه، وهو المنطلق الذي تذهب له النسخة الثالة من مؤتمر الزكاة والضريبة والجمارك، الذي تستضيفه الرياض (4-5) ديسمبر المقبل، برعاية وزير المالية الأستاذ محمد الجدعان، وتحت شعار "نرسم المستقبل لاقتصاد مستدام وأمن معزز"، الذي يعكس رؤية السعودية 2030 لتعزيز الاستدامة والابتكار في أحد أهم القطاعات التي تشكل ركيزة أساسية للاقتصاد. كان نجاح النسختين الأولى والثانية من المؤتمر خطوة تمهيدية نحو إقامة منصة تجمع بين المتخصصين من مختلف أنحاء العالم، ما يعكس ثقة المملكة بقدرتها على قيادة التحول الرقمي في هذه المجالات، وتعد النسخة الثالثة امتدادًا لهذه الجهود، حيث تهدف إلى تطوير منظومة شاملة تلبي تطلعات الجهات الحكومية والخاصة، وتدفع نحو تحديث الآليات وتبسيط الإجراءات.

لا يخفى على أحد الأثر العميق للتحول الرقمي على قطاعي الزكاة والضرائب والجمارك، حيث أسهمت التكنولوجيا الحديثة في تقديم حلول مبتكرة لتسهيل الإجراءات، وتحسين الكفاءة، وتعزيز الامتثال، ومن هنا تأتي أهمية المؤتمر، الذي يجسد التزام المملكة بتبني التقنيات المتقدمة لمواجهة التحديات المتغيرة في هذه المجالات الحيوية. علاوة على ذلك، سيتيح المؤتمر للحضور فرصة فريدة للتعرف على أحدث التطبيقات العملية للتقنيات، وكيف يمكن استثمارها لتطوير القطاع، فعلى سبيل المثال، يمكن مواجهة التحديات المتعلقة بتتبع المعاملات وتوثيق البيانات الضخمة من خلال أنظمة الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، ولا يُسهم ذلك فقط في زيادة كفاءة العمل، بل يضمن أيضًا تلبية المتطلبات القانونية والتشريعية بشكل أكثر دقة.

توقيت انعقاد المؤتمر، له أبعاد مهمة، خاصة أن تنظيمه يأتي في وقت تشهد فيه المملكة جهودًا كبيرة نحو التحول الرقمي، ودليلًا على التزام هيئة "الزكاة والضريبة والجمارك"، بمواكبة التطورات العالمية، ووفقًا لأجندته ستستعرض أكثر من 500 شخصية من قادة القطاعين العام والخاص محليًا وإقليميًا ودوليًا، إضافةً إلى خبراء في مجالات الزكاة والضرائب والجمارك، ورؤساء منظمات دولية، أبرز الابتكارات والممارسات التي أثبتت نجاحها عالميًا، ما يعزز من مكانته كمنصة رائدة للتواصل وتبادل الخبرات، وستتضمن المشاركات عقد حوارات وجلسات وورش عمل، إلى جانب ما سيشهده المؤتمر من توقيع اتفاقيات محلية وإقليمية ودولية، إضافةً إلى معرض مصاحب تشارك فيه العديد من الجهات المحلية والدولية من خلال 90 جناحًا، وهو فرصة للتواصل المباشر مع العارضين والمهتمين بهذه القطاعات.

وفي ظل البيئة الاقتصادية العالمية الحالية، ومتطلبات تعزيز الشفافية، سيشهد المؤتمر نقاشات معمقة حول سبل تحقيق التوازن بين استدامة الاقتصاد وأمنه، وسيغطي عددًا من الموضوعات المحورية، مثل أثر الأتمتة على تسهيل الإجراءات وتعزيز الكفاءة وغيرها. حضور مثل هذه المؤتمرات، يحمل الكثير من الفوائد، لكافة المهتمين من الأكاديميين والمستثمرين وأصحاب المشاريع لمشاركة فيه، كونه منصة للتعلم والتطوير المهني، ويمكن للراغبين في حضوره التسجيل من خلال الموقع الإلكتروني (ztc.sa)، أو من خلال تطبيق الهيئة للهواتف الذكية (ZATCA).

يعد مؤتمر الزكاة والضريبة والجمارك، خطوة نوعية لمستقبل اقتصادي قائم على الكفاءة والابتكار، في عالم يشهد تطورات تقنية متسارعة، وبناء منظومة شاملة تتبنى التحول الرقمي، لذلك هذا المؤتمر ليس مجرد حدث اقتصادي؛ بل يمثل تحولًا حقيقيًا نحو عصر جديد من الكفاءة الاقتصادية، وفرصة للمختصين والعاملين في القطاعات ذات الصلة لاكتساب خبرات ومعارف جديدة تسهم في تعزيز مكانة المملكة كقوة اقتصادية رائدة.. دمتم بخير.