أسعد كثيراً بأي فعالية يتم تنظيمها في المملكة تهتم بالتقنيات الحيوية الطبية، كون تلك التقنيات صارت أحد العناصر الثورية التي تغير ملامح الرعاية الصحية، حيثُ تعمل على تحسين جودة العلاجات المقدمة للمرضى، وتسريع عمليات التشخيص، وتوفير حلول مبتكرة للتحديات الطبية المعقدة.
ومن هنا تأتي -برأيي- أهمية انعقاد "قمة الرياض العالمية للتقنية الحيوية الطبية"، التي تقام برعاية عراب رؤية "0 203 "سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظه الله، وبتنظيم من وزارة الحرس الوطني، ممثلة في «الشؤون الصحية»، بالتعاون مع وزارة الاستثمار.
فالمملكة تتطلع وفق رؤيتها الطموحة لأن تصبح مركزًا إقليميًا رائدًا في قطاع التقنية الحيوية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بحلول عام 2030، ومركزًا عالميًا رائدًا في قطاع التقنية الحيوية بحلول عام 2040، مع توقعات بأن يسهم قطاع التقنية الحيوية بنسبة 3% في الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي بإجمالي أثر كلي يبلغ 130 مليار ريال بحلول عام 2040، وهذا من شأنه أن يوفر 11 ألف وظيفة نوعية بحلول عام 2030 بإذن الله، وهي كفيلة بالقضاء على البطالة في كثير من مجالات العمل.
وبهذا يعكس تنظيم القمة في نسختها الثالثة اهتمام القيادة الرشيدة بهذا القطاع الحيوي الذي يسهم في تحقيق التنمية المستدامة، ودعم الاقتصاد الوطني، بالإضافة إلى المواءمة مع مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للتقنية الحيوية، التي أطلقها ولي العهد السعودي مطلع عام 2024.
ومن أهم الأمور التي تجعل من هذه القمة حدثاً مهماً على خريطة منظومة الصحة إقليمياً وعالمياً، هذه المشاركة الضخمة التي تضم قيادات وخبراء دوليين، وشركات عالمية من أميركا وبريطانيا والصين وكوريا واليابان، وغيرها من رواد صناعة التكنولوجيا الحيوية والصناعات الدوائية والتكنولوجيا الطبية، إضافة إلى منظمات ومؤسسات أكاديمية عريقة لها إسهامات بارزة في هذا القطاع الحيوي.
وكلي أمل أن تحقق النسخة الثالثة من القمة نتائج أفضل من النسخة السابقة، والتي شهدت توقيع 11 اتفاقية تعاون مع جهات عالمية في مجالات البحوث الطبية التقنية، وصناعة اللقاحات، وتوطين المعرفة. فيما بلغ عدد المتحدثين المحللين والدوليين 68 متحدثاً، ويشارك فيها ما يزيد على 14.300 شخص من 128 دولة حول العالم ودام عزك و تطورك يا وطن في جميع المجالات.