يقول فتزجيرالد: "ليس الإسلام دينا فحسب، ولكنه نظام سياسي أيضا"، وتقول مخرجات القمة العربية الإسلامية التي عقدت في الرياض الإثنين الماضي أنه نظام سياسي مؤثر جدا متى ما اتفق تماما قادة الدول.. ومن هذا التعبير ندرك أن كل القيادات للدول الإسلامية والعربية الحاضرة في الرياض قد أبدت ذلك بوضوح، لذا كان تأثير القمة شاملا ونتاجه سيظهر قريبا لإيقاف ما يجري ضد اللبنانيين وفي غزة، وما يخص حق الفلسطينيين في دولة ذات سيادة كاملة لهم.
لم تكن قمة عابرة، لأن رسائلها في هذا المرة مباشرة وواثقة وملهمة للمجتمع الدولى خاصة الأطراف الفاعلة والمؤثرة وعلى رأسها الولايات المتحدة فى أن تقوم بمسؤولياتها وتتحرك للضغط لإيقاف كل عدوان اسرائيلي، وما ذهب أيضا لإطلاق سياسي تفاوضي يفضى إلى إقامة الدولة الفلسطينية والعمل من أجل منع التصعيد الإقليمى الذى ينذر بعواقب وخيمة على المنطقة والاستقرار العالمى. وما ذهب إلى وقف العدوان على لبنان وأهمية احترام سيادته ووحدة أراضيه ودعم مؤسسات الدولة اللبنانية وتنفيذ القرار 1701.
مع الإيجابيات الكبيرة التي ظهرت بها هذه القمة التي دعا إليها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وقادها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لنتأمل مفهوم التعامل الحقيقي مع اسرائيل، وكيفية الإعلان المباشر والقوي للقرارات دون تردد، وبدا أن المملكة -وهي المحور الرائد عربيا وإسلاميا- لا تريد أن تنتظر أكثر لأجل حل موضوع الدولة الفلسطينية جذريا وبث الاستقرار والأمن في الشرق الأوسط، تقود السعودية ذلك بوضوح تام من خلال المواقف والتاريخ تلك التي لم تظهر جليا وبوضوح تام الا مع المملكة.. فلا علاقات ولا اتصالات ولا همسات من خلف الكواليس مع اسرائيل لأن الأمر مشروط بأن يكون للفلسطينيين دولتهم وحقوقهم الكاملة.
القمة خرجت بالتعبير والموقف القوي الذي تبنته السعودية بضرورة إيجاد الحلول الجذرية لحقن الدماء في غزة وإيقاف دبابات الحرب والعمليات العسكرية في لبنان، وأهمية رسم مسار سياسي سلمي يحدُ من التداعيات الدموية والنزيف البشري وتهديد الإقليم والعالم، وضوح المسار والتوجه وقوة الرسالة عبّرت عن القيادة الحكيمة للقمة، وبما جعل كثيرين في الغرب والشرق يغيرون مواقفهم تفاعلا مع الاتفاقات الكاملة التي ظهرت في القمة وبما سيكون ذا أثر كبير على مسار القضية الفلسطينية وقبل ذلك حقن دماء الفلسطينيين واللبنانيين.. يحدث هذا مع تنامي اصوات دول مؤثرة في الغرب تقاوم العنف والاحتلال وتطالب بقوة بوضع حد للعدوان الإسرائيلي حربا واحتلالا.
اجتماع قادة العرب والمسلمين في الرياض عبّر عن الإرادة الصادقة الحقيقية من لدن المجتمعين الساعية لبذل كل جهد لحل القضية وإيقاف العدوان، وهو ما عبر عنه قائد القمة الأمير محمد بن سلمان وهو من يمثل القيادة الذكية التي لها الدور الأكبر في التغيير الإيجابي الذي تنتظره المنطقة والسلام والاستقرار والأمن والأمان والسلم المجتمعي للجميع.
والأهم في القول أن السعودية باستضافتها القمة تريد أن يكون للشرق الأوسط دور أكبر في مشاركة العالم أجمع بالنمو والمصالح والخبرات، والمساهمة في صناعة استقرار العالم الجديد، وتسعى بكل ما أوتيت لتحقيق ذلك.