بقدر التنافسية الشديدة في فرص عمل مجالات التواصل؛ بقدر ما أن التميّز والبروز أمرٌ يسهل الفوز به، متى ما عرفت الطريق وأتقنت المسير! سوف أخبرك عن أسرار تفرّد المختص في مجالات التواصل، وكيف أن التخطيط والالتزام يفتح لك الآفاق، ويحقق الآمال.

يتخرج أغلب العاملين في التواصل من كليات الإعلام، بمختلف تخصصاته، مثل التواصل الاستراتيجي، والإعلام، والعلاقات العامة، والإذاعة والتلفزيون، والصحافة، ناهيك عن خريجي التخصصات الأدبية القريبة، وغيرهم من موهوبي التخصصات العلمية، ولكن رغم أن الدراسة الجامعية مهمة لبناء أساسٍ نظري متين، وبالذات فهم وإدراك نظريات الإعلام، ووسائل وتطبيقات الخطط الاتصالية، إلا أن الخلفية الثقافية والذخيرة اللغوية، والخبرات المتراكمة تلعب دوراً محورياً في نجاح التقدم المهني. لكن -للأسف- قلة تهتم ببناء مهاراتهم، ويعتمدون على عامل الزمن في تقدمهم الوظيفي، رغم أنهم لو استثمروا في أنفسهم لوجدوا أنهم اختصروا الزمن وحققوا الكثير!

نبدأ أولاً بالقراءة الواسعة والمتنوعة لأنها المفتاح الأول لبناء "التواصلي"، فبدونها لا تستطيع أن تنجح وتتقدم إلى الأمام، وهي ما يفتح لك الآفاق بالاطلاع الدائم على الممارسات الاتصالية الناجحة هنا وهناك.

كذلك ممارسة الإعلام خلال سنوات الدارسة تعد مدخلاً أساسياً لفهم البيئة الإعلامية، وملاحظة الأخطاء وتدارك الهفوات، فإن كانت هناك صحيفة جامعية فلا بد أن تشارك فيها، وهو ما فعلته حينما كنت طالباً في جامعة الملك سعود، إذا بدأت مشاركاً متقطعاً في صحيفة "رسالة الجامعة"، حتى انتهيت محرراً لصفحتين أسبوعيتين في عامي الجامعي الأخير، ناهيك عن رئاسة الصحيفة الحائطية في كُليتي، مما أهلني لدخول عالم الصحافة الحقيقي مباشرة بعد التخرج.

أيضاً التدريب المتواصل والشهادات المهنية هما المعين الذي ينضب لاكتساب المعارف وتطوير المهارات، والفرص التدريبية اليوم متعددة، سواء المدفوعة في المعاهد والكليات والمواقع، ناهيك عن المجانية في المنصات التدريبية واليويتوب، إذ تقع مسؤولية التطوير المهني عليك أنت أولاً، وليس على رب عملك، فأنت من يهتم لتطوير مهاراته، وهي استثمار يجب ألا تتردد فيه، كونه ذا عائدٍ لا يتوقف ولا يمكن قياسه.

ليس من المعقول أن تكون تواصلياً ولا تشارك في الفعاليات التواصلية! فهي الميدان الذي يلتقي فيها ممارسو التواصل، ويتبادلون فيها خبراتهم، ويبنون شبكة علاقتهم، التي تسرّع تقدمهم، والأهم تفتح الفرص الوظيفية لهم!

تواجدك في منصات التواصل الاجتماعي أضحى ضرورة تفرضها ديناميكية التواصل الحالية، فهي جزء أصيل من أنشطة التواصل، وتتقاطع مع تواصلك الفردي، وهي الواجهة التي تُطل منها على العالم، ومنها تُرسم الصورة عنك، وعن اهتماماتك وآرائك وإنجازاتك، فكن حذرٍ فيما تنشر وفيما ينقل عنك، فهي اليوم بطاقة تعريفك الأولى!

أكاد أجزم أن العمل في مجالات التواصل من أكثر التخصصات بهجة وتنوعاً، فالأحداث متتالية والقصص مختلفة، وكسر الروتين هو الروتين اليومي لدى مختصي التواصل! والأروع أن الفرص كثيرة ومتنوعة، تبقى عليك أن تعمل وتجتهد حتى تكون مستعداً حينما تلوح الفرصة أمامك.