ابتداء بـإيلون ماسك، يبدو أن دونالد ترمب سيرصع إدارته بنخبة من وادي السيليكون. كان اختيار ترمب لجي دي فينيس نائبا للرئيس إشارة مبكرة للتحالف المتوقع بين الرئيس الشعبوي المحافظ مع أكثر صناع التقنية تقدما. مع الإعلان عن أسماء أعضاء الحكومة، حيث يتكشف سيناريو الشراكة المتوقع، فإن من غير المستبعد أن يعاد تشكيل الحكومة الأميركية على أسس جديدة تعزز بها قيم الابتكار والمنافسة العالمية، وهو ما يدعونا لنتساءل عن مستقبل العالم بعد هذا التحالف.
من المرجح أن تركز شراكة ترمب ووادي السيليكون على الاستفادة من الخبرة التقنية في الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني والبنية التحتية الرقمية. في عالم يعيد فيه الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية تشكيل الاقتصادات، يمكن للتعيينات المتوقعة أن تضع الولايات المتحدة كرائدة في الثورة التقنية التي تتفرع غصونها في حديقتها الخلفية، قد يجذب تركيز ترمب على إلغاء الضوابط التنظيمية قادة التقنية المحبطين من القيود الفيدرالية، مما قد يعزز الابتكار السريع في القطاعات الرئيسة.
ومع ذلك، فإن مثل هذا التعاون لن يأتي دون مخاطر. أثار التأثير المتزايد لوادي السيليكون في مجالات مثل خصوصية البيانات والمحتوى العادل واتخاذ القرارات الخوارزمية نقاشا واسع النطاق. يحتج الناقدون أن الاستعانة بالمديرين التنفيذيين للتقنية بكثافة في الحكومة سيؤدي إلى تضارب المصالح، وتركيز السلطة، وتدني مستوى الثقة في الإدارة الأميركية. في إدارة من هذا النوع، هل ستنفذ سياسات تغلب مصلحة الشركات في زيادة الأرباح على رعاية المجتمع والنفع العام؟
مع ما لهذا التحالف من آثار محلية، فإن له جانبا سياسيا تجب مراعاته أيضا، يتماشى خطاب ترمب "أميركا أولا" مع مخاوف وادي السيليكون بشأن صعود الصين تقنيا، فقد يؤدي التشكيل الجديد إلى قيادة تحالف من القادة السياسيين والتقنيين للحد من نفوذ بكين، مما يضمن تفوق الولايات المتحدة في مجالات مثل إنتاج أشباه الموصلات والروبوتات المتقدمة، لكن يمكن أن يزيد هذا النهج من التوترات العالمية، مما يجبر على اتخاذ خيارات صعبة بشأن التوازن بين المنافسة والتعاون.
بينما تقف الولايات المتحدة على مفترق الطرق، فإن وجود إدارة ذات عمق تقني كبير يلفت نظرنا إلى الفرص والمخاطر. قد نشهد اختراقات غير مسبوقة في الابتكار، ولكن علينا أن نتذكر أن عالم التقنية بحاجة ماسة للمساءلة حول التزامه بقيم العدل والإنصاف والأخلاق.
إذا انضم وادي السيليكون وترمب في فريق واحد، فعلى أميركا وبقية العالم أن يظلوا يقظين، لا ينبغي أن تسخر التقنية لتحقيق التقدم المستمر على حساب القيم المشتركة بين المجتمعات، مع حفظ حقوق الأقل حظا من التعليم والتقنية، متى دفع هذا التحالف بالعالم إلى الأمام في جوانب، يخشى أن يجره إلى الخلف في جوانب أخرى، ستكون الإجابة معتمدة على مدى الحرص الذي نوليه لإدارة المخاطر وحساب العوائد المرجوة، مع تجنب ما يمكن أن يتحول إلى سباق عالمي جديد للتسلح.