في ظل التغيرات السياسية والصعوبات الاقتصادية إلى جانب تزايد الأحداث المناخية المتطرفة تولت البرازيل عقد قمة مجموعة العشرين (G20)، القمة التاسعة عشرة لرؤساء الدول والحكومات، وجاء موضوع القمة «بناء عالم عادل وكوكب مستدام».
قمة ريو أُقرت، وتم الإعلان عنها خلال القمة الثامنة عشرة التي عقدت عام 2023 في الهند، وقد حضر القمة البرازيلية 19 دولة عضواً، بالإضافة إلى الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي، والقضايا ذات الأولوية التي حددتها الحكومة البرازيلية هي: مكافحة الجوع والفقر وعدم المساواة، والأبعاد الثلاثة للتنمية المستدامة (الاقتصادية والاجتماعية والبيئية)، وإصلاح الحوكمة العالمية.
تبحث قمة دول مجموعة العشرين في البرازيل عدداً من الموضوعات الرئيسة، من بينها التوتر الدبلوماسي بشأن ظاهرة الاحتباس الحراري العالمية، والتي جاءت امتداداً لفعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي (كوب 29) التي انعقدت في باكو، عاصمة أذربيجان، حيث التقى خلالها قادة ووزراء ومسؤولون من نحو 200 دولة في المؤتمر للنقاش حول كيفية الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري وعواقبها المميتة، ومع ذلك فإن المفاوضات في مؤتمر الأطراف 29 في أذربيجان قد وصلت إلى طريق مسدود، ويبقى تحقيق التقدم في هذا المسار حيث تتجه الأنظار نحو قمة مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو باعتبارها حدثًا محوريًا في مسار الجهود العالمية لمكافحة تغير المناخ.
لا شك بأن ملف المناخ من أبرز القضايا الشائكة على طاولة الاجتماعات في قمة قادة رئاسة مجموعة العشرين في البرازيل كما كان الأمر في اجتماعات سابقة لمجموعة أكبر اقتصاديات في العالم، ولا شك بأن أزمة المناخ هي أكبر عائق في عصرنا الحالي، وتمثل تحدياً كبيراً انطلاقاً من العواصف القاتلة والجفاف والفيضانات التي تأخذ شكلاً جديداً دائماً في هذا القرن، ودرجات الحرارة القياسية.
دأبت المملكة على تبني قرارات اقتصادية متوازنة، وجعلها بذلك أحد الأعضاء المهمين في قمة مجموعة العشرين.
ولمشاركات المملكة في قمة مجموعة العشرين تاريخ حافل؛ حيث تأتي تأكيداً على مكانتها في المحفل الاقتصادي الدولي، والتزامها بالاستمرار في أداء دور فاعل وإيجابي لتحقيق الاستقرار الاقتصادي العالمي، ولدورها في صياغة نظام اقتصادي عالمي يحقق نموًا اقتصادياً عالمياً متوازناً ومستداماً يحافظ على مصالح جميع الدول المتقدمة والنامية.