تحدثنا في مقال سابق عن البراند الشخصي للنجم الرياضي، وكيف يتم بناؤه وتسويقه والمحافظة عليه، وأعطينا بعض الأمثلة عن نجوم استطاعوا بناء براند شخصي مميز ولازالوا يحافظون على هذا البراند حتى الآن، وأبرز مثالين تحدثنا عنهما (نواف التمياط ومحمد سعدون الكواري).

ويعتبر ما يحصل عليه اللاعب النجم من شهرة ومحبة الناس ومستويات فنية يقدمها في الملاعب والتواصل الإعلامي هو الجزء الأهم من البراند الشخصي وهو رأس مال وثروة حقيقية وكنز دائم ما دام هذا النجم يحافظ عليه وينميه.

والبراند الشخصي يحتاج إلى سنوات طويلة للبناء والتطوير والترسيخ في أذهان الناس، لكنه للأسف لا يحتاج إلا إلى سنابه واحدة أو تغريدة واحدة أو تصريح واحد كي يتم تشويه هذا البراند بشكل سريع وهادم، فالبناء صعب والهدم سهل وسهل جداً.

والمتابع لوسطنا الرياضي الخليجي بشكل عام والسعودي بشكل خاص، سيلاحظ أن كثيرا من الأيقونات والنماذج المثالية الإعلامية والأساطير الكروية الذين يعتبرون قدوات لكثير من الجماهير، قد سقطوا في اختبار السوشال ميديا وأضوائه التي يوقدها التريند ويحركها الفلورز!

صحيح التريند وكثرة المتابعين وأرقام التفاعل، يغرون أي شخص للاستمرار في طرح المحتوى الجدلي الذي يثير الرأي ويحفز على التفاعل حتى لو كان المحتوى أقل من المستوى المأمول، لكن هذا الشيء لا يشفع للنجم أن يدخل في هذا المعترك الجدلي العقيم الذي يشوه الصورة التي بناها النجم سنوات طويلة في الملاعب حتى كوّن لنفسه قاعدة جماهيرية كبيرة ومحبة أكبر في قلوب الناس.

لذا أنصح كل شخص وبالأخص نجوم كرة القدم ونماذج الإعلام المثالية، أن يتعاملوا مع ذواتهم كعلامات تجارية ينبغي أن تقدم للناس بالشكل المناسب، وأن يستخدموا الأدوات الإعلامية التي يظهرون من خلالها كاستراتيجية ترويجية مدروسة تظهر النجم في الوقت المناسب والمكان اللائق.