لطالما شهدت مسيرة قائد دفاع الهلال والمنتخب السعودي الكثير من التقلبات، فهو الذي مثل أندية عدة مثل النهضة والبكيرية والفتح قبل أن ينتقل للهلال في وقت متأخر من مسيرته الرياضية نسبياً، لتتصاعد مستوياته بشكل ملفت ويحجز موقعه في قائمة أفضل الفرق السعودية وأكثرها تحقيقاً للبطولات.

ولطالما أظهر البليهي قدرة رهيبة على إبراز شخصيته والتي تمتزج بين قوة الالتحام والتصادم مع المنافسين، والدخول في معارك جانبية، بعضها كاد أن يكلف فريقه الكثير، وبعضها أضر بفريقه، في وقت واجه انتقادات بأنه يتصرف بطريقة غير معهودة من قبل لاعبي الهلال من حيث كثرة الاحتكاك بالخصوم، لكن كل ذلك لم يمح من ذاكرة الهلاليين ما يسمونه بـ"الركزة الشهيرة" بعد الفوز على النصر في دوري أبطال آسيا 2019 وهو الفوز الذي مهّد لفوز "الزعيم" بالبطولة.

اليوم يمر البليهي بحالة من التراجع على مستوى العطاء، وحالة من اللاتوازن في الجانب الذهني، ليتحول من نقطة قوة إلى نقطة ضعف في دفاعات الهلال والمنتخب في أكثر من لقطة، لكن هل يمكن القول إن هذا التراجع هو بداية لأفول نجمه؟

يبلغ البليهي من العمر 35 عاماً وهو في مرحلة عمرية تتطلب مضاعفة الالتزام والانضباط لأي لاعب يريد أن يحافظ على عطاءاته، ولا أظن أن ذلك مشكلة يعاني منها المدافع الصلب، فعدم الانضباط والالتزام للاعب في سنه سيظهر مباشرة وينعكس على قدراته البدنية، وهو ما سيلاحظه مباشرة مدرب بحجم البرتغالي جورج جيسوس وطاقمه المحترف، وسينعكس ذلك على تواجده في القائمة.

كل ذلك يدفع للقول إن البليهي يمر بحالة طبيعية من تراجع المستوى لا أكثر، وهي حالة يمر بها أي لاعب، وأنه بشخصيته القوية يستطيع العودة لوضعه الطبيعي، أما مسألة استمرار ارتباطه بالهلال من عدمها فمن المؤكد أنها ستخضع لتقييم شامل وموضوعي في نهاية الموسم، فالهلال عودنا على عدم محاباة ومجاملة نجومه، ولن يكون المدافع الشرس أوفر حظاً من نجوم كثيرين سبقوه آخرهم سلمان الفرج ومحمد البريك، وكل المطلوب منه في هذه الفترة أن يثبت أن تراجع مستوياته هو أمر عابر كما يحدث لأي لاعب خصوصاً مع الاقتراب من مراحل حسم الاستحقاقات والدخول في المرحلة الأهم من الموسم.