46.788 شهيداً و110.453 مصاباً عدا المفقودين خلال 465 يوماً من بدء الحرب في غزة إلى قرب انتهائها بعد الاتفاق الذي تم وفي انتظار التنفيذ، غزة نفسها تحولت إلى أثر بعد عين، فحجم الدمار الذي حصل فيها أمر لا يصدق، راح ضحيته عشرات الآلاف ضحايا جُلّهم من الأبرياء لا ذنب لهم سوى أنهم كانوا يسكنون غزة.

المرحلة المقبلة - حال صمد الاتفاق - لن تكون سهلة أبداً، سيكون فيها شد وجذب من طرفي الاتفاق رغم وجود ضامنين له، وهذا لا يعني أنه سيكون سلساً، ستكون هناك عقبات من الممكن تجاوزها إذا كانت النوايا صادقة، وسلمت من تدخلات لا مكان لها، فليس من المعقول أن تستمر تلك الحرب الطاحنة لأكثر من 15 شهراً متسببة في واحدة من أكبر الكوارث الإنسانية التي يندى لها جبين المجتمع الدولي الذي تقع على عاتقه مسؤولية استمرار الحرب كل تلك المدة.

المملكة بدورها أعربت عن ترحيبها باتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وثمنت الجهود التي بذلتها دولة قطر، وجمهورية مصر العربية، والولايات المتحدة الأميركية في هذا الشأن، وشدّدت على ضرورة الالتزام بالاتفاق ووقف العدوان الإسرائيلي على غزة، وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلية بشكل كامل من القطاع وسائر الأراضي الفلسطينية والعربية، وعودة النازحين إلى مناطقهم، كما أكدت أهمية البناء على هذا الاتفاق لمعالجة أساس الصراع من خلال تمكين الشعب الفلسطيني الشقيق من حقوقه، وفي مقدمتها قيام دولته الفلسطينية المستقلة على حدود العام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية.

نأمل أن يكون هذا الاتفاق منهياً بشكل دائم لهذه الحرب الإسرائيلية الوحشية التي راح ضحيتها أكثر من 45 ألف شهيد، وأكثر من 100 ألف جريح، ومواقف المملكة دائماً ما تكون مواقف واقعية واضحة تتطلع إلى عودة الحقوق لأصحابها، فمن دون قيام الدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية فالسلام في هذه الحالة سيكون ناقصاً وبالتأكيد لن يكون دائماً.