تنطوي وصايا ملوك هذه البلاد -حفظها الله- على العديد من القيم والمفاهيم التي يجب استحضارها ونشرها من قبل المؤسسات التربوية والإعلامية، لتعزيز قيمة الانتماء للوطن والولاء لقيادته، تلك القيادة التي تبذل قصارى جهدها من أجل خدمة مواطنيها، ومن أهم هذه الوصايا وصية المؤسس لابنه الأمير سعود بمناسبة توليه ولاية العهد -رحمهما الله-، اشتملت هذه الوصية على ثلاث نصائح مهمة.
جاءت النصيحة الأولى على النحو التالي: "نية صالحة وعزم على أن تكون حياتك وأن يكون دينك إعلاء كلمة التوحيد ونصر دين الله، وينبغي أن تتخذ لنفسك أوقاتاً خاصة لعبادة الله والتضرع بين يديه في أوقات فراغك، تعبد الله في الرخاء تجده في الشدة.. وأن يكون ذلك كله على برهان وبصيرة في الأمر وصدق في العزيمة، ولا يصلح مع الله سبحانه وتعالى إلا الصدق، وإلا العمل الخفي الذي بين المرء وربه".. وهنا يؤكد المؤسس على أهمية النية الصالحة والصادقة والاعتماد على الله وحده وطلب العون منه.
وكان الجد والاجتهاد وخدمة المواطنين محور النصيحة الثانية: "عليك أن تجد وتجتهد في النظر في شؤون الذين سيوليك الله أمرهم بالنصح سراً وعلانية، والعدل في الحب والبغض، وتحكيم هذه الشريعة في الدقيق والجليل والقيام بخدمتها باطنا وظاهراً، وينبغي ألا تأخذك في الله لومة لائم".. وهنا نحن أمام ثابت من ثوابت قيادة هذا البلد المبارك - حفظها الله - وهو الجد والاجتهاد في خدمة الوطن والمواطن، ومن هنا تبوّأت المملكة هذه المكانة العالمية، وكذلك العدل في جميع الأحوال والوقوف من الجميع على مسافة واحدة.
وكقلب الإسلام النابض واستشعارا لدور المملكة الكبير في الدفاع عن القضايا الإسلامية جاءت نصيحة المؤسس الثالثة على النحو التالي: "عليك أن تنظر في أمر المسلمين عامة، وفي أمر أسرتك خاصة، اجعل كبيرهم والداً ومتوسطهم أخا، وصغيرهم ولداً، ارهن نفسك لرضاهم وادمح زلتهم وأقل عثرتهم، وانصح لهم، واقض لوازمهم بقدر إمكانك".
لقد سار أبناء المؤسس -طيب الله ثراه- على هذا النهج ليقدموا للعالم نموذجاً وطنياً مميزاً، جعل من مملكتنا الغالية محط أحلام الكثيرين حول العالم حيث الأمن والتنمية والعدل وحرص القيادة منقطع النظير على استقرار شعبها ورفاهيته.