في السنوات الأخيرة، تحقق بلادنا إنجازات جبارة في قطاع الصحة والتكنولوجيا الطبية، لتصبح واحدة من الدول الرائدة في هذا المجال على مستوى العالم، ومنها التطورات الطبية المبتكرة التي تم تحقيقها في المؤسسات السعودية، وتعد شاهدة على التقدم الكبير الذي حققته المملكة.
من أهم الإنجازات السعودية العالمية تطوير جهاز طبي يحسّن دقة التشخيص ويسرّع الحصول على النتائج، جهاز طبي رقمي مبتكر يحمل اسم «KAGAWEA MD TEST»، ويستخدم لإجراء بعض الاختبارات الطبية بطريقة رقمية دقيقة جدًا، مما يسهم في تحسين دقة التشخيص وسرعة الحصول على النتائج. وفي إنجاز طبي عالمي لـ»التخصصي»، قام بزرع مضخة قلب اصطناعية بدون شق الصدر باستخدام الروبوت، كما نجح مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في إجراء أول عملية زراعة كبد كاملة باستخدام الروبوت على مستوى العالم. وتستمر الإنجازات بتطوير دعامة متخصصة تسهل عمليات علاج أمراض فقرات الرقبة، وما زال هناك المزيد من الإنجازات.
التقدم في البحث الطبي لا يقتصر فقط على اكتشاف العلاجات الجديدة وتحسين التشخيص، بل يشمل أيضًا تعزيز سمعة المملكة كوجهة دولية للرعاية الصحية المتميزة. ومع أن الأخبار والبيانات الصحفية قد أشارت إلى هذه الإنجازات، إلا أن الحاجة إلى ترويج هذه النجاحات الإعلامية على نطاق أوسع تظل ملحة، فالإعلام يلعب دورًا محوريًا في توصيل هذه الرسائل إلى الجمهور المحلي والعالمي، ويعزز من وعي الناس حول التقدم الذي تحققه المملكة في المجالات الطبية المتعددة.
في تقديري، نحن بحاجة إلى وعي إعلامي أكبر وكبير يتناسب مع مكانة المملكة. فإذا كنا نعيش عصراً من الإنجازات على جميع الأصعدة، خاصة المجال الطبي، إلا أننا ما زلنا نتعامل بتقليدية، من خلال المدن الطبية والمستشفيات التي تحقق هذه الإنجازات، حيث يتعاملون بفلسفة الخبر والبيان الصحفي، في الوقت الذي يمكن أن يقام مؤتمر صحفي إعلامي عالمي يجمع المختصين، ويتم دعوة القنوات الفضائية ووكالات الأنباء العالمية التي ترحب بذلك، ليتحقق الغرض من هذا الإنجاز والتواجد على الخريطة العالمية.
وستتجه البوصلة إلى براءات الاختراع وحقوق الملكية الفكرية التي تُعد من الركائز الأساسية لتطوير الابتكارات في المجال الطبي، وتضمن حمايتها، وتمكن المخترعين من تحويل أفكارهم إلى منتجات فعلية في السوقين المحلي والعالمي، ومن ثم توطين تلك الصناعات الرائدة باستثمارات محلية ودولية، أو بيع تلك الابتكارات لتصنيعها داخلياً وخارجياً.
هنا، المسألة أكبر من مجرد إعلان عن إنجاز، بل تأكيد لريادة المملكة وعلمائها، وجذب للاستثمارات، وفتح لآفاق السياحة العلاجية، ودعم للاقتصاد الوطني غير النفطي، وتعزيز الاكتفاء الذاتي وتوفير الأجهزة اللازمة بكفاءة وسرعة أكبر، وخلق فرص عمل جديدة وتنمية الصناعات المحلية. وبفضل هذا النهج، يمكن للمملكة أن تصبح من بين الدول الرائدة في إنتاج وتصدير التكنولوجيا الطبية المبتكرة.
ويظل البحث العلمي هو العمود الفقري لكل تقدم وابتكار. ومن خلال دعمه وتشجيعه وتسليط الضوء الإعلامي عليه، يمكن للمملكة أن تواصل تحقيق المزيد من النجاحات الطبية، ورفع مكانتها عالمياً، فالاستثمار في البحث العلمي يسهم في تحسين جودة الحياة والرفاهية الصحية للمجتمع ككل، ويرفع من مكانة أبناء الوطن. فقط نريد رؤية استراتيجية إعلامية للترويج لكل إنجاز بما يليق به.