حينما تقرأ الرؤية السعودية 2030 بتمعن تكتشف أن من بين أهدافها التنمية المستدامة التي لا تتوقف، المتدرجة في الارتقاء وفق توجهات كثيرة عالية القيمة من بينها الرياضة كأداة فعالة ومرنة لتعزيز أهداف الرؤية والتنمية.. ومنذ إعلان الرؤية، أضافت الرياضة دوراً حيوياً في المجتمع السعودي وحتى علاقته بالآخرين خارجيا ومشاركتهم حتى أنه آمن وأقر بدورها في تعزيز التقدم الاجتماعي.
وعطفا على المقدمة أعلاه فالإحساس بالمشاعر المتدفقة سعادة تجاه الإنجازات التي يحققها الوطن، ليست مجرد كلمات نلقيها جزافا بل هي أخلاقيات متجذرة عميقة تسيطر على النفس والقلب، لذا فمن الطبيعي أن تهتز مشاعرك حين إنجاز كل من ينتمي لك أرضا أو حتى قرية صغيرة فما بالك بوطن متكامل.. وحق لنا أن نسأل عمّا نشعر به حين يُعزف النشيد الوطني السعودي إعلانا عن الإنجاز والتفوق على الآخرين.. هناك رعشة فرح مغلفة بالفخر تدب في الأوصال لا يدركها إلا المعنيون بالتفوق.
في هذا الشأن لنقرأ الأمثلة المشرفة، وإن كانت كثيرة، لكن لنأخذ أحد أهمها كونه الأحدث فحينما يتوج البطل العالمي يزيد الراجحي بطلا لرالي داكار 2025، الذي يشكل البطولة الأهم والأصعب والأقسى في سباق السيارات في العالم ليكون بذلك أول سائق سعودي يحقق الفوز بالرالي.. فإن مثل ذلك مثار فخر وتعبير أمثل عن القوة الناعمة والتنمية المستدامة التي عززتها الرؤية السعودية العظيمة.
والراجحي الذي يمثل أحد الأبطال المنتمين للرؤية ينتمي لوطن يضع قدرا وتبجيلا لمن يصنعون الإنجازات من أبنائه ومؤسساته، واعتلاء يزيد الراجحي منصة التفوق في هذا التنافس الكبير الذي يقصده أبطال العالم ويتقاتلون بمعداتهم لينالوا أفضليته قد غرس في مشاعرنا سعادة وأفاض حبورا.. كان فوزا عظيما جعلنا فخورين متحمسين نتطلع لإنجازات أكبر يزيدنا ثقة أننا لم نعد مشاركين فقط، بل صانعين للحدث بفضل ما أسبغ به خادم الحرمين وولي عهده -حفظهما الله- على الرياضة من دعم وتطوير ومساندة، وأيضا تكريما عظيما لكل من يحقق إنجازا للوطن.
لن يكون يزيد لوحده، فصناعة الأبطال هي أحد أهم المجالات التي نعيش ألقها مع الرؤية العظيمة من أولئك الذين يكافحون لكي يضعوا بلادهم في المقدمة، كما هو يزيد وغيره الكثير من المتفوقين أبناء هذا البلد العظيم لأن الإنجازات العظيمة تأتي من الهمم العالية والأفكار العظيمة، وكلاهما بحاجة لمن يدفعهما إلى النور، وكذلك فعل قائد الرؤية مستمدا الفكر المستنير من قائد البلاد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-.
المهم في القول إن البلدان المحظوظة هي من تصنع إنجازاتها بفضل ذكاء وموهبة أبنائها، هي في فعلها هذا لا تركن بعمل واحد يحققه الإنجاز بل تنتشي بفرحة مجتمعية، تزيد من هرمونات السعادة لدى شعوبها، غير أنها ترفع وتيرة الرقي والارتقاء بجودة الحياة.. فأدام الله إنجازاتنا وتفوقنا، وحفظ الله قادتنا ورؤيتنا.