المكتبات نبع ثقافي وعلمي يغذي العقول والقلوب ويسهم في تطور المجتمعات، هي الفكر والمعرفة والسلوك، هي التراث والتاريخ والمستقبل ورافد مهم من روافد التنمية، وهي لهذه الأهمية تستحق العناية سواء من المكتبات العامة أو الخاصة.
مبادرة جميلة في وطن المبادرات والأعمال التطوعية والمسؤولية الاجتماعية تتمثل في جمعية العناية بالمكتبات الخاصة.
صاحب الفكرة ومؤسسها هو الدكتور محمد عبدالله المشوح، وشعارها حسب أدبياتها أنها واسطة خير بين من يستغني عن الكتاب إلى مستفيد من الكتاب.
تهدف الجمعية حسب الأدبيات إلى ما يلي: الحفاظ على الكتاب، خدمة طلاب العلم، دفع الكتاب لمن يستحقه، خدمة المجتمع، وتعزيز الثقافة في المملكة.
زرت أنا والأستاذ فهد العسكر -أحد المهتمين وأصحاب الخبرة في هذا المجال- هذه الجمعية والتقينا مدير الجمعية الأستاذ عبدالرحمن الشميمري الذي كان عنوانا جميلا لهذه الجمعية الجميلة فزودنا بمعلومات شاملة عن الجمعية من حيث الفكرة والأهداف والإجراءات. كانت زيارة ثقافية ممتعة تعرفنا فيها على الجمعية ومحتوياتها من الكتب والمراجع في تخصصات مختلفة، استفسرنا عن الجوانب النظامية والتنظيمية فأوضح لنا الدكتور محمد المشوح أن الجمعية تحت إشراف هيئة المكتبات مرخصة من المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي مدعومة من المؤسسات الخيرية ومن المركز الوطني ومن الجهات المانحة وهي على شراكات وعلاقات مع المؤسسات الثقافية وعلى رأسها وزارة الثقافة ممثلة في هيئة المكتبات وهيئة الأدب والنشر والترجمة وغيرها.
في الختام نقول: إن هذه الجمعية هي من ضمن جمعيات تطوعية كثيرة في مجتمعنا الجميل تعمل بصمت بعيدا عن الأضواء في إطار اهتمام المملكة بالقطاع غير الربحي، وهذا ليس بغريب على ثقافة المملكة العربية السعودية التي تلتزم بلغة الإنجازات وليس الخطابات في كافة المجالات، في إطار هذه الثقافة تنتشر في المملكة الجمعيات والأعمال التطوعية والإنسانية في جميع المدن والمحافظات.
تحية إعجاب وشكر وتقدير للدكتور محمد ولجميع المشاركين في تحويل هذه الفكرة واقعاً ملموساً.