تُعد الشخصيات الترويجية (Brand Mascots) من العناصر المهمة التي ترتبط بالعلامة التجارية وفي بعض الأحيان تكون هي ذاتها نفس العلامة، والتي في العادة ما تكون شخصيات مبتكرة إما على هيئة إنسان أو حيوان (أجلكم الله) أو تصميم فريد أو حتى تميمة يُعتقد بأنها تجلب الحظ تم تصميمها للترويج لمنتج أو خدمة أو منظمة بهدف المساعدة على التميز عن غيرها من خلال إبراز الجودة العالية أو الخدمة المميزة أو السعر الأفضل.

الشخصيات الترويجية أو كما يحلو للبعض تسميتها بالشخصيات الإعلانية بإمكانها التحدث بجميع لغات العالم للترويج للمنتجات بشكل غير مباشر والترحيب بالزوار واللعب مع الأطفال، وحتى القيام بزيارات للمرضى في المستشفيات والرقص في الاحتفالات والمناسبات الوطنية، مع الاهتمام بالطبع بجانب عادات وثقافة البلد الموجودة بها من حيث كيفية التحية والإيماءات المرحة المحببة لثقافتهم، سواء كونها مرحة وشابة أو حكيمة وجديرة بالثقة، أو غيرها من الصفات التي ترغب من خلالها المنظمة غرسها في ذهن عملائها.

من أبرز هذه الشخصيات هو المهرج "رونالد" الذي يرتبط بعلامة مطعم ماكدونالدز، وشخصية "الملك سيزر" في مطعم ليتل سيزر، وكذلك شخصية "كولونيل ساندز" مؤسس مطعم كنتاكي، وأيضا شخصية الشاب "فيدو ديدو" صاحب الجملة الشهيرة "يا لذيذ.. يا رايق" الذي يروج للمشروب الغازي "سفن أب"، وشخصية "ميشلان" في إطارات ميشلان، وشخصية "جوليوس" المصاحبة لعلامة رقائق البطاطس برينجلز، وأيضاً حيوان الفهد في سيارات جاكوار الذي يُعبر عن السرعة، والشخصيات الكرتونية "فنانيس" التي تَظهر في الفواصل الإعلانية بقناة mbc خلال شهر رمضان، كذلك شخصية الأرنب الوردي الذي يحمل الطبلة ويروج لبطارية "إنرجايزر"، بالإضافة إلى الشخصية الأخرى المشابهة لها في الشركة المنافسة "دوراسيل" التي تتخذ أيضاً من الأرنب الوردي شخصية ترويجية ولكن بهيئة مختلفة كونه أرنب رياضي المظهر وليس كلعبة يحمل الطبلة، وفي نفس الصناعة أيضاً نجد بطاريات "Every day" التي تربط شعارها بشخصية القط الأسود الذي يقفز داخل الرقم 9 لتجسيد خرافة أن القط له تسعة أرواح دلالة على طول عمر البطارية، وأيضاً حيوان الكنغر كما في الخطوط الجوية الأسترالية "Qantas" التي تتخذه شعاراً لها وتسمى عليه "شركة الكنغر الطائر".

حتى على مستوى الدول حول العالم، تبتكر أيضاً بعض الحكومات والهيئات والأحزاب السياسية شخصيات متزامنة مع شعارها وأعلامها الوطنية كما في جمهورية سيريلانكا التي تضع أسداً يحمل سيفاً في عَلمَها، كذلك شعار الفيل للحزب الجمهوري والحمار للحزب الديموقراطي في الولايات المتحدة الأميركية، بالإضافة إلى شخصية "العم سام" الذي يطلق على أميركا، و"الدب الروسي" الأوراسي على روسيا، كذلك شخصية طائر "الديك" الذي تتخذ منه فرنسا شعاراً لمنتخبها وتستخدمه كتميمة (Amulet) والذي يعتبر رمزاً وطنياً لها منذ فوزها بكأس العالم عام 1998م لذلك يلقب بمنتخب الديوك، والمنتخب الوطني السعودي لكرة القدم الذي يتخذ من الصقر شعاراً له ويلقب بمنتخب الصقور الخُضر، وغيرها الكثير من الأمثلة على الشخصيات والأيقونات التي تمثل شعارات الأندية الرياضية، ومنها النمر للاتحاد، والقرش للهلال، وشخصية الفارس للنصر.

الشخصيات الترويجية لا تقتصر على كونها وسيلة لجذب الانتباه فقط بل تُعد أداة تسويقية فعالة تعكس روح العلامة التجارية وتتماشى مع قيمها ومبادئها وتعزز من وجودها في ذهن الجمهور وبالذات في السوق ذات الطابع التنافسي.