لطالما كانت طموحات الفرق الصاعدة للمرة الأولى في تاريخها أو تلك المعتادة على الصعود والهبوط من الدوري الممتاز بمختلف مسمياته البقاء ولو في الرمق الأخير، مع استثناء حالة القادسية هذا الموسم كونه حضر بهوية وصبغة جديدة بعد استحواذ "أرامكو السعودية" عليه.
لكن ثمة حالة خاصة يصنعها فريق الخلود، الفريق الذي يتخذ من الرس في القصيم معقلاً له، إذ لهذا الفريق قصة تستحق أن تروى، فهو في أقل من سبع سنوات انتقل من دوري المناطق إلى اللعب مع الكبار، علاوة على تواجده في كأس الملك مع الكبار في الموسم ما قبل الماضي.
أن تتنقل بين مختلف مسابقات الدوري بهذه السرعة المذهلة، فذلك لا يمكن أن يكون من قبيل الصدفة، فالرحلة شاقة ومنهكة مالياً وفنياً وعلى مختلف المستويات، ناهيك عن الوصول بسلام لمدرج دوري "روشن" هذا العام، وهو ما يعني وجود فكر إداري وفني رفيع يقود هذا النادي الواعد.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فعلى الرغم من أن البدايات في دوري "روشن" هذا الموسم لم تكن بذاك السوء، إلا أن إدارة النادي اتخذت قراراً حاسماً بإنهاء عقد المدرب البرتغالي، وإحضار المدرب العربي نور الدين زكري، الذي يحمل تجارب جيدة في التعامل مع الفرق الطامحة للبقاء والذي ردد كثيراً حاجته لأن يكون مدرباً لمشروع وليس مدرب طوارئ وهو ما وجده في رحلته مع الخلود.
وعلى الرغم من أن رئيس الخلود محمد الخليفة يتمتع بخبرة عريضة كلاعب وإداري وإعلامي ووكيل تعاقدات سابق، إلا أنه أراد التعاقد مع مدير تنفيذي لكرة القدم يحمل تجربة طويلة وهو حامد البلوي، ما أعطى العمل الإداري تأثيراً أكبر على مسيرة الفريق، علاوة على التعاقدات المثيرة للإعجاب على مستوى العناصر الأجنبية والمحلية.
المؤكد أن الخلود يطمح للخلود مع الكبار وهو قادر على ذلك، خصوصاً وأنه يتمتع بفرصة تاريخية تتمثل بطرحه ضمن الأندية المستهدفة بالتخصيص، فهو قادر على أن يخلّد نفسه في "روشن" في ظل وجود أضلاع المثلث الرئيسة وأعني العمل الإداري والفني بجانب العناصر المميزة، ما يعني أننا سنكون على موعد مع تجربة لنادٍ قصيمي يصنع التاريخ على مستوى منطقته ويقدم درساً في الطموح والنجاح الإداري والفني.