تفاوتت التعليقات حول أفكار الرئيس الأميركي ترمب المتعلقة بقضية فلسطين، تلك الأفكار التي تريد تهجير الفلسطينيين خارج وطنهم، البعض اعتبرها تفكير خارج المنطق، وآخرون قالوا إنها غير قانونية وغير إنسانية، وثمة من قال إنها أفكار مناقضة للعدالة وبالتالي لا يمكن تحقيق سلام بدون عدالة، البعض اعتبرها تجربة لدراسة ردود الأفعال، أو استخدامها كورقة تفاوض، أو هي ضمن سلسلة تفتيت القضية الفلسطينية إلى تفريعات تتحول بواسطة الآلة الإعلامية إلى محور القضية على حساب القضية الأساسية وهي قضية الاحتلال، كل تلك التعليقات مجتمعة يمكن اعتبارها منطقية. لم يتفق مع أفكار ترمب غير المحتل الإسرائيلي، معارضة تلك الأفكار جاءت من داخل وخارج أميركا، بل إن البعض اعتبرها مجرد مزاح سياسي لا يتفق مع قضية جدية إنسانية تنتظر من العالم تطبيق القوانين الدولية وتحقيق السلام الشامل بتنفيذ مبدأ الدولتين.. هل وصل المزاح إلى القضايا السياسية والإنسانية الخطيرة!
من يقول إنه يهتم بإيقاف الحروب في العالم لن يسعى لوقفها في مواقع معينة ثم يعمل على إشعالها في مواقع أخرى!
التفكير خارج الصندوق لا يعني طرح أفكار خارج المنطق تنجح فقط في إحداث زوبعة سياسية ينشغل بها العالم كهدف.
يحول تلك الزوبعة -مع الزمن- إلى حلول قابلة للنقاش رغم أنها متناقضة مع مبدأ العدالة ومع حقوق الإنسان ومع مبادرات السلام ومع القوانين الدولية ولا تستند إلى أي مبررات، زوبعة تخدم الاحتلال الإسرائيلي وتعمق المأساة الفلسطينية، زوبعة تنطلق من مبدأ القوة وليس من مبدأ تحقيق العدالة التي هي الطريق الفعلي إلى السلام وليس الأقوال والخطابات والتصريحات الإعلامية.
تلك الزوبعة كان لا بد من التصدي لها بمواقف جدية كموقف المملكة العربية السعودية الثابت من قضية فلسطين، موقف يؤكد على تحقيق السلام العادل الشامل الذي هو الطريق الوحيد الذي يوصل إلى السلام.