إن الحكمة والعقلانية السياسية التي عُرفت بها القيادة السياسية للمملكة العربية السعودية، والعلاقات الدولية المتوازنة التي عُرفت بها السياسة السعودية مع جميع الدول الكُبرى، جعل منها موطناً مُناسباً لِصناعة السَّلام العالمي، ومكاناً سامياً لتعزيز حالة الأمن والاستقرار والازدهار الإقليمي والدولي..
المملكة وصِناعة السَّلام العالمي مُترادفتان، جدَّدت التأكيد عليهما الأحداث السياسية العالمية لشهر فبراير 2025م. والمملكة وتعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي مُترادفان، جدَّدت التأكيد عليهما حركة السياسة الدولية في شهر فبراير 2025م. نعم، فالمملكة العربية السعودية التي عُرفت مُنذُ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود –طيب الله ثراه–، بتبنيها للقيم السّامية والمبادئ الجليلة التي تدعو للبناء والسَّلام والأمن والاستقرار، تواصل العمل بذات القيم السّامية والمبادئ الجليلة حتى أصبحت في وقتنا الراهن –فبراير 2025م– بحكمة وقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود –حفظهما الله–، الدولة الأكثر أهمية من بين دول العالم في صِناعة السَّلام العالمي وتعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي. نعم، إنها مكانة دولية وعالمية عظيمة تلك التي وصلت لها المملكة العربية السعودية بفضل سياساتها الحكيمة والبنَّاءة التي ساهمت مساهمة مُباشرة خلال المئة عام الماضية بِصناعة السَّلام العالمي بين اتباع الحضارات المتنوعة والثقافات المتعددة، وعملت بإيمان صادق، حتى أنها سخرت قدرتها ومواردها السياسية والمادية، في سبيل تعزيز حالة الأمن والاستقرار وفرص الازدهار والتنمية على جميع المستويات الإقليمية والدولية والعالمية، لتثمر جميع تلك الجهود العظيمة تصاعداً في مستويات السَّلام والاستقرار الدولي والعالمي، وكذلك ارتفاعاً بنسبة النمو الاقتصادي في المجتمعات الاقتصادية والصناعية، وكذلك تصاعداً في درجات التنمية والازدهار في الكثير من المناطق والأقاليم والمجتمعات المُتطلعة للنهضة والمحتاجة للدعم والمساندة في جميع المجالات التنموية وعلى كل المستويات.
وإذا كانت سجلات التاريخ تشهد بشرف وعزة للحكمة السياسية العظيمة التي تميزت بها قيادة المملكة العربية السعودية، وتشهد بجلالة القيم وسمو المبادئ التي عُرفت بها سياسات المملكة العربية السعودية، التي جعلت منها واحدة من أهم دول العالم في دعم وتأييد سياسات البناء والتنمية الشاملة في جميع مجالاتها الصحية والتعليمية والخدمية والبشرية، وعلى كل مستوياتها الشعبية والرسمية، فإن سياسات الدول الكُبرى في وقتنا الراهن –الولايات المتحدة الأميركية وروسيا الاتحادية– تشهد للمملكة العربية السعودية بسيادتها العالمية في مجالات صِناعة السَّلام العالمي، وتعزيز حالة الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، وإن خطابات وتصريحات قادة الدول الكبرى –رئيس الولايات المتحدة الأميركية ورئيس روسيا الاتحادية– تشهد بالمكانة الدولية العالية والمتميزة، والحكمة السياسية الفريدة وبُعد النظر، اللذين عُرفت بهما المملكة العربية السعودية وقيادتها الرشيدة. نعم، فبعد أعوام من حالة الصراعات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية والفكرية والثقافية والتقنية التي سادت المجتمع الدولي، واستنزفت موارده البشرية والاقتصادية والمادية، وأثرت سلباً على برامج وخطط التنمية الشاملة التي تسعى لها المجتمعات والدول، ولم تتمكن من إنهائها بشتى الطرق والوسائل، اتجهت تلك الدول الكُبرى للمملكة العربية السعودية لتُساعدها بما تملك من حكمة وعقلانية سياسية في صِناعة سلام عالمي يُنهي حالة الصراعات والنزاعات القائمة، ويعزز حالة الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي. وهذا الذي أكدت عليه خطابات وتصريحات رؤساء الدول الكبرى، ومن ذلك ما أورده موقع CNN عربية في 13 فبراير 2025م وجاء فيه، الآتي: "أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أنه قد يلتقي قريبًا بنظيره الروسي فلاديمير بوتين في السعودية". وجاء تصريح ترمب عن اجتماعه المحتمل مع بوتين، بعد ساعات من حديثهما عبر الهاتف، حيث قال للصحفيين في البيت الأبيض: "نعتقد أننا سنلتقي في السعودية، حيث سنعقد الاجتماع الأول". وأشار الرئيس الأميركي إلى أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان سيلعب دوراً في المناقشات."، وفي مقابل هذا التصريح البنَّاء للرئيس الأميركي دونالد ترمب، جاء تصريح رئيس روسيا الاتحادية السيد فلاديمير بوتين مؤكداً على المكانة العالية للمملكة العربية السعودية في صناعة السلام العالمي، ومن ذلك تصريحه لقناة العربية في 15 فبراير 2025م، والذي قال فيه، الآتي: "لقد تحدثت الآن عن الصداقة بين روسيا والسعودية، وهذا حقاً حال علاقتنا. نحن نعتبر السعودية بلداً صديقاً، ولدي علاقة جداً طيبة مع الملك، ولدي أيضاً علاقة شخصية قوية مع ولي العهد. أنا أعرف وأؤمن بأن كل ما تقوم به السعودية في هذا الاتجاه، فهي تقوم به بصدق، ولا يوجد لدي أدنى شك في هذا. ولذلك، إذا تم عقد مؤتمر سلام مُماثل في السعودية، طبعاً المكان بحد ذاته بالنسبة لنا يعد مناسباً."، وإذا كانت هذه الدول الكُبرى في السياسة الدولية تسعى لإنهاء حالة الصراعات والنزاعات الدولية ليحل محلها السلام العالمي، والأمن والاستقرار الدولي، فإن المملكة العربية السعودية أشدُّ حرصاً على هذه القيم السَّامية والمبادئ الجليلة التي تدعوا للسَّلام والأمن والاستقرار والازدهار. وهذا الحرص المعهود عن المملكة العربية السعودية عبر عنه البيان الصَّادر عن وزارة الخارجية في 14 فبراير 2025م، والذي جاء فيه، الآتي: "تشيد المملكة العربية السعودية بالمكالمة الهاتفية التي جرت بين فخامة الرئيس دونالد جي ترمب رئيس الولايات المتحدة الأميركية وفخامة الرئيس فلاديمير بوتين رئيس روسيا الاتحادية بتاريخ 12 فبراير 2025 م، وما تم الإعلان عنه من إمكانية عقد قمة تجمع فخامتيهما في المملكة العربية السعودية. وتعرب المملكة عن ترحيبها بعقد القمة في المملكة، وتؤكد استمرارها في بذل جهودها لتحقيق سلام دائم بين روسيا وأوكرانيا التي بدأت منذ اندلاع الأزمة الأوكرانية، حيث أبدى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله- خلال اتصاله في الثالث من مارس 2022م بكل من فخامة الرئيس فلاديمير بوتين وفخامة الرئيس فولوديمير زيلينسكي استعداد المملكة لبذل مساعيها الحميدة للوصول إلى حل سياسي للأزمة. وقد واصلت المملكة خلال الثلاث سنوات الماضية هذه الجهود بما في ذلك استضافة المملكة للعديد من الاجتماعات بهذا الخصوص.".
وفي الختام من الأهمية القول إن الحكمة والعقلانية السياسية التي عُرفت بها القيادة السياسية للمملكة العربية السعودية، والعلاقات الدولية المتوازنة التي عُرفت بها السياسة السعودية مع جميع الدول الكُبرى، جعل منها موطناً مُناسباً لِصناعة السَّلام العالمي، ومكاناً سامياً لتعزيز حالة الأمن والاستقرار والازدهار الإقليمي والدولي. وإن اختيار المملكة العربية السعودية لِتكون مكاناً للمحادثات السياسية بين قادة الدول الكُبرى يؤكد على المكانة الدولية الكبيرة والمتميزة التي وصلت لها وجعلت منها دولة رئيسة في صناعة السّلام العالمي. نعم، إن المجتمعات العربية، والإسلامية، والمُتطلعة للبناء والتنمية والازدهار، أمام فُرصة تاريخية للاستفادة والتعلم من حكمة وعقلانية سياسات المملكة العربية السعودية التي أصبحت منارة عالمية تنظر لها بفخر الأجيال المستقبلية المُتطلعة للسَّلام والبناء والتنمية الشاملة.