أن تكون المملكة محل ثقة وارتياح ورضا من قبل أعظم قوتين في العالم دليل وبرهان واضحان على قيمة ومكانة المملكة وتأثيرها في الفضاء العالمي كما أن الوصول إلى نتائج إيجابية هو تأكيد على فاعليتنا في حل التعقيدات السياسية ومنح الآخر ما يتوقعه ويرسمه.. هنا المملكة يعني هنا السلام

الصراعات الدولية، والتأثيرات الخارجية، والقصور في التعاون، والتغيرات السياسية، والخلافات المتعصبة، والمطامع الملونة كل تلك عوامل سائلة ولاهبة تهدد تطبيق فلسفة السلم العالمي بين الدول.

وقبل الخوض حول فلسفة السلام العالمي ودور الدول الموثوقة والجديرة وذات التأثير في صناعة السلام بحول الله يتوجب التطرق إلى تعدد نظريات السلام حيث يتمثل بعضها مثلاً في نظرية السلام الليبرالي التي ترى أن السلام يمكن تحقيقه من خلال تعزيز التجارة والتعاون الاقتصادي بين الدول وكذلك نظرية السلام الواقعي التي تجد أن السلام يمكن تحقيقه من خلال تعزيز القوة العسكرية والسياسية بين الدول.

والنمط الآخر يتجسد في نظرية السلام البنائية التي تقول إن السلام يمكن تحقيقه من خلال تعزيز البنية التحتية للتعاون الدولي بين الدول. ويبقى الأهم هو تطبيقات مفهوم السلام ومن يحتضنه ويديره سواء عبر المنظمات الدولية الكبرى كالأمم المتحدة أو المنظمات الإقليمية وكذلك لا ينجح إلا عبر تقنية السياسات الخارجية المنتظمة تتعاطى فلسفة السلام بين الدول مع العلاقات بين الدول من المنظور السياسي والتعاون الاستراتيجي، وهذه الفلسفة تسعى إلى وعي واستيعاب الأسباب والدوافع وراء الصراعات والتنازلات بين الدول، بعد ذلك تبدأ الجهود عبر تقديم حلول لحلحلة المشكلات، وتنقية الأجواء، وتذويب المعوقات، وتقريب وجهات النظر، وتكريس طرق ملائمة لتحقيق السلام والاستقرار بين الدول ذات النزاعات والاختلافات الساخنة.

ولاشك أن أهمية السلام بين الدول تتجلى واضحة من خلال فلسفة تحقيق الاستقرار العالمي عبر تعزيز التعايش والتبادل المنفعي والتفاهم بين الدول طلبًا في منع الصراعات من خلال فهم الأسباب والدوافع وراء الصراعات وتقديم حلول وطرق للوصول إلى السلام الحقيقي الذي يسهم في الحياة الطبيعية للدول.

وكذلك تكمن فلسفة السلام بين الدول في تعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول من خلال تطبيع العلاقات ثم تكثيف التجارة والاستثمار.

ولاشك أن التعاون الدولي والاحترام المتبادل والعدالة الدولية والحقوق الإنسانية ومصالح الأطراف بين الدول كل ذلك أسس وأصّل السلام بين الدول.

والدول الكبرى مثل؛ الولايات المتحدة والصين وروسيا تلعب دورًا مهمًا في عملية السلام من عدمها سواء كانت سببًا أو نتيجة بسبب نفوذها العسكري والاقتصادي والسياسي.

وكذلك الدول الإقليمية مثل السعودية تلعب دورًا مهمًا في عملية السلام بسبب نفوذها الإقليمي.

وفيما يتعلق بصناعة السلام فالمملكة تؤمن أن السلام هو أحد أهم مقومات الاستقرار والتنمية في العالم، لذلك تسعى جاهدة من منطلق كيانها وتأثيرها ومكانتها وثقة العالم بها لصناعة السلام على الصعيدين الإقليمي والدولي. حيث تعمل على تعزيز التعاون الدولي من أجل تحقيق السلام والاستقرار. وإنجاح جهود الوساطة والتفاوض بين الدول والطرفين المتخاصمين. ولمن يتمعن عملت المملكة وساطات في العديد من النزاعات الإقليمية، مثل النزاع اليمني، والمشكلة السودانية، والقضية الفلسطينية.

وقدمت لتلك البلدان التي تعاني من النزاعات والاضطرابات مساعدات اقتصادية وإنسانية وكرست التعاون الأمني مع الدول المجاورة والشركاء الدوليين من خلال عضويتها في العديد من التحالفات الأمنية، وكذلك إطلاق مبادرات للسلام المختلفة.

ولعل الأهم ذكرًا في وقتنا الحاضر حين حملت المملكة قضيتين مهمتين كلتاهما تصبان في مصلحة السلام العالمي والإقليمي عبر مواقفها الراسخة من القضية الفلسطينية ضد الأطماع الصهيونية والترهات البراغماتية وتبلور دورها الكبير والبارز فيما قامت به في دور الوساطة الأنيقة والفاعلة في مشكلة أوكرانيا وروسيا التي وصلت إلى نتائج إيجابية مركزة ومؤثرة قدمت بناءات ودعائم حقيقية لإنهاء هذه الأزمة بأسلوب سياسي متقدم.

ويبقى القول: أن تكون المملكة محل ثقة وارتياح ورضا من قبل أعظم قوتين في العالم دليل وبرهان واضحان على قيمة ومكانة المملكة وتأثيرها في الفضاء العالمي كما أن الوصول إلى نتائج إيجابية هو تأكيد على فاعليتنا في حل التعقيدات السياسية ومنح الآخر ما يتوقعه ويرسمه.. هنا المملكة يعني هنا السلام.