مازال المواطن السعودي يعيش حالة السعادة بيوم تأسيس المملكة، وسط مظاهر احتفالية استثنائية، يشارك فيها جميع الفئات العمرية، فرحاً بمسيرة البلاد، وما حققته من إنجازات وتحولات، أعادت صياغة التاريخ السعودي، ووثقت في صفحاته البيضاء، محطات مُضيئة، تؤكد أن لهذا الوطن قيادات مُلهمة، تسلحت بالعزيمة والإصرار والإيمان بالله، من أجل تأسيس وطن قائم على مبادئ قويمة، ومرتكزات صلبة، تحظى بالاحترام والتقدير.
وجاءت كلمات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- بهذه المناسبة، مُلخصةً لأبرز إنجازات البلاد خلال مسيرتها التنموية، وذلك عندما قال - رعاه الله -: «نعتز بذكرى تأسيس دولتنا المباركة قبل ثلاثة قرون على الأمن والعدل والعقيدة الخالصة»، وحملت كلماته - أيده الله - رسالة تشير إلى مستقبل هذه البلاد المشرق بالأمل، قائلاً: «مازال نهجها راسخاً منذ ذلك الحين، في وطن يتقدم إلى الريادة في مختلف المجالات».
ذكرى يوم التأسيس لهذا العام، تسترجع أحداثاً عمرها 298 عاماً، وفق ما أشار إليه المؤرخ الدكتور راشد محمد عساكر في تعليق له في حسابه الشخصي بمنصة «إكس»، في إشارة إلى أن تاريخ هذه البلاد يقترب من إتمام ثلاثة قرون، ما يعكس العمق التاريخي والثقافي لمسيرة هذه البلاد، وما شهدته من أحداث مهمة، أعادت صياغة تاريخ الجزيرة العربية.
أقل وصف لفرحة المواطنين بيوم التأسيس، أنها تميزت بالشمولية، والفخر والتباهي بتاريخ هذا الوطن، ويتجسد ذلك بمظاهر احتفاء شعبي، شاركت فيه وسائل الإعلام المختلفة التي مازالت تتغنى بحب الوطن، وفرضت مظاهر الاحتفاء نفسها على الشوارع والميادين، ووصلت إلى المنازل والمؤسسات الحكومية والأهلية، والمجمعات التجارية، بجانب ارتداء الجميع الشعارات الوطنية الخضراء، وهم يتبادلون التهاني، وعيونهم المبتسمة، تبعث رسائل في حب الوطن.
وتخطو مسيرة المملكة المباركة بكل فخر وثبات، نحو الأمام، تطرق أبواب مستقبل واعد ومشرق، تحت مظلة رؤية 2030 التي أسست لوطن يتقدم بخطى واثقة في كل المجالات، وها نحن نقطف ثمار تلك الرؤية، بتطور واضح، يشهد به العالم، الذي يرى أن المملكة حققت كل ما تحلم به، وتسعى إليه بوتيرة سريعة، وخطى واثقة.
سيبقى يوم التأسيس، مناسبة وطنية مهمة، تشير إلى همة قادة هذه البلاد، وإصرارهم على قيام دولة مسلمة، تتمسك بكتاب الله، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ترفع شعار العدل والوحدة والأمان، وهي ثوابت سعودية باقية بإذن الله، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.