كسب الاتحاد أقرب منافسيه على لقب الدوري فريق الهلال برباعية قاسية، ووسع الفارق النقطي بينهما إلى سبع نقاط ليست كافية لضمان اللقب الصعب والأقوى في موسم شرس يصعب التوقع بما سيحدث فيه في الجولات المقبلة المرتقبة.
كسب الاتحاد ليس لأن خصمه كان سيئا في اللقاء ولكن كسب لأنه كان لديه مدرب أعطى المباراة حقها من قبل أن تبدأ بأسبوع كامل، تعرف فيها على كل نقاط القوة والضعف وعرف من أين تؤكل الكتف.
كسب الاتحاد المواجهة الأصعب والأعقد له هذا الموسم لأن لديه قائد بمواصفات كريم بنزيما استطاع أن يربط منظومة الفريق بأكملها إداريا وفنيا وأجهزة مساندة باللاعبين، ويوحد غرفة الملابس بل وقام بأدوار خارج الملعب أثبتت أنه القائد الذي احتاجه الاتحاد بعد رحيل حجازي.
كريم لم يكتف بأدوار القيادة بل كان لاعبا مؤثرا في أرضية الملعب، ساهم وسجل بل وفكروا ألف مرة في ردة فعله في هدف الاتحاد الثالث، وكيف كان يقاتل في سبيل استعادة الكرة رغم فارق السرعة والسن بينه وبين ظهير الهلال الأيمن كانسلو.
كريم هذا الموسم غير وتصدر حتى قائمة الهدافين في دوري روشن بل وكان له دور في أكثر المساهمات التهديفية لفريقه وكان حاضرا بتحركاته وردة فعل وبدا واضحا أن كريم هذا الموسم غير.
وبقدر إشادتنا فيما يقدمه كريم فلا يمكن أن نغفل ما يقدمه بقية نجوم الاتحاد بدءا من الحارس المتألق رايكوفتش وبيريرا وسعد وفابينهو وكانتي وعوار وديابي وبريجوبن وبقية الأسماء، ولكن هناك لاعبين محليين وتحديدا مهند الشنقيطي وحسن كادش وعبدالرحمن العبود والعائد عبدالعزيز البيشي الذين يقدمون موسمًا استثنائيا، وبدا واضحا أن هناك عملا خارج الملعب يقوم به الجهاز الفني بقيادة بلان مع هذه الأسماء تحديدا واستطاع أن يعيد حضورهم المتميز الذين كانوا عليه، الاتحاد هذا الموسم غير وأن حقق الدوري والكأس فهو يستحق ولكن البطولات لا تأتي بالكلام بل بالعمل الجاد والمستمر، ولعل ما لفت نظري التصريحات الإعلامية المتزنة للاعبي الاتحاد بعد نهاية مواجهة الهلال وحرصهم على تكرار مقولة "الدوري لم يحسم بعد والعمل المميز يجب أن يستمر"، فوز اتحادي مستحق نتيجة أداء رائعا ولكن البطولات لا تأتي بالأمنيات بل بالعمل المتكامل والمواصلة عليه فهناك ثلاث عشرة جولة منتظرة قد يحدث فيها الكثير إذا سلم الاتحاديون أن انتصار الهلال قربهم من اللقب فالثقيل والثقيل جدا قادم.
نقطة آخر السطر:
لا أعلم حقيقة ما الفائدة من تقنية الفيديو إذا كانت أخطاء الحكام مستمرة، فالجولات المقبلة لا تحتمل أخطاء الحكام وتحديدا في حالات التسلل التي وجدت التقنية لاكتشافها، ولا تحتاج إلى سبع دقائق للفصل فيها كما حدث للشباب أمام التعاون.
هناك فريق أخطر على الاتحاد والهلال من أي فريق آخر وهو القادسية والذي يسير بصمت نحو مراكز المقدمة، وهناك من لم يحسب حساب هذا الخطر الشرقي القادم من الخلف.
جمهور الاتحاد يحتاج مقالا خاصا لما يقدمه بقيادة يحيى عسيري ومحمد عامر فقد أثبتوا أنهم نجوم الاتحاد خلف الكواليس في قيادة المدرج الأعظم والأشهر.
ظهر محمد الهويش في توقيت لم أكن أتمنى أن يظهر فيه إلا وهو حكم ساحة وليس حكما رابعا حتى وإن كان الفريقان هما الاتحاد والهلال.