في وسم روحاني اختارته وزارة الحج والعمرة لتخاطب الأرواح قبل الوفود عبر لوحات فنية فاخرة وعبارات تلمس الوجدان، تجد اليسر والطمأنينة في رحلة الزوار. ما بين التنقل بسهولة وتوفر المرافق يعيش المعتمرون تجربة متكاملة المراكز التي تعمل على مدار الساعة مثل نسك عناية 1966 والذي يتعامل مع الشكاوى والبلاغات والتوجيه والإرشاد ومساعدة التائهين عبر إحدى عشرة لغة واستجابة فورية، الوفرة في العربات اليدوية المجانية لخدمة من يحتاجها. هي بالفعل أجمل الساحات وأبرك الأماكن وأطهرها واليوم تزداد حيوية ومساحة "مكة كلها حرم" مبادرة توعوية هادفة أطلقتها أيضا الوزارة بهدف الإيثار للمعتمرين وتخفيفا للزحام، الوزارة لم تغفل أدق التفاصيل عبر الاستمرار في الجهود في الحفاظ على الأماكن المقدسة ونظافتها وترشيد الزوار لتحقيق السلامة العامة بالفعل حتى نواة التمر كان لها نصيب من الوعي.

رحلة ثقافية؟ نعم فالمتاحف التي تنتظر الزوار عديدة منها متحف برج الساعة وهو متحف فلكي يقع في أعلى نقطة في مكة المكرمة ويتضمن سير العلماء المسلمين المختصين في علم الفضاء والكون ونجومه وكواكبه، بجانب الابتكارات والتقنيات للوقت والساعة الأكبر في العالم، كذلك متحف السيرة النبوية حيث تاريخ الهداية والنور. إن مشاهدة هذه اللوحات الفنية في أغلى مساحة على قلوبنا يجعلنا نتصور شكل الحج والعمرة في 2050 ومدى اليسر والسهولة التي ستزداد مع العقول الخبيرة التي تقف خلف هذا المشهد العظيم والدعم السخي واللامحدود من قيادتنا الرشيدة أدامهم الله، وأتصور أننا سنكون أمام مواسم حج وعمرة استثنائية في الأعوام المقبلة بإذن الله.

نعم إن الشوق متبادل بين مكة والمدينة ومحبيها، وتحبهم كما يحبونها، إن رحلة الإيمان تبدأ بالعقل ويطمئن بها القلب ويحققها الجسد. أن تستشعر نعمة التوحيد يعني أن تستشعر مطلق الحرية الإنسانية وأن تعبد الله وحده لا شريك له، في زمن كثرت فيه الأصنام المعنوية فإن تحرير النفس يكون بالاتجاه لبيت الله ومسجد نبيه وتجديد العهد بالمكان والتاريخ، وما أكثر الحيرة التي تتلبس الأنفس ولا تجد أجوبتها إلا في أبواب الحرم، أنا كغيري من الناس كتب الله لنا من الحظوظ أكبرها نشتاق لمكة وأحرص بشدة ألا يمضي عام دون أن تنظر عيني إلى الكعبة هي قبلة القلب والروح وبيت الله الذي تربينا على محبته وخدمته، ويكفينا فخرا أن ملوكنا اختاروا لأنفسهم لقب خادم الحرمين الشريفين وهم سادة الأرض، وهم حكام العدل والإيمان وملوك الحضارة والتطور الإنساني والمعرفي، نعم نشتاق ونعم نفتخر، ودامت مملكتنا شامخة وعظيمة في ظل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وكل من ساهم فيما وصلنا إليه اليوم من راحة ويسر وطمأنينة لا تنتهي.