لم يعد العطاء في عصرنا مجرد فعل تقليدي، بل أصبح تجربة متكاملة تجمع بين القيم الإنسانية والتقنيات الحديثة، وهو ما تجسده حملة "جود المناطق" التي أطلقتها منصة "جود الإسكان" في نسختها الثانية، مع بداية شهر رمضان المبارك. ومن خلال تجربتي الشخصية وجدت أن عملية التبرع أصبحت أكثر سهولة وانسيابية، وذلك بفضل إطلاق تطبيق خاص على الهواتف الذكية والذي أتاح إدارة عملية التبرع بالكامل، مما سهل على المتبرعين عناء الدخول إلى الموقع الإلكتروني كما كان الحال في السابق.
ولاحظت كما لاحظ الجميع أن حملة "#جود_المناطق"، التابعة لمنصة "جود الإسكان"، تحظى بدعم القيادة الرشيدة -حفظها الله- وبتأييد من أصحاب السمو أمراء المناطق، وبرعاية وإشراف معالي وزير البلديات والإسكان، رئيس مجلس أمناء مؤسسة "سكن"، الأستاذ ماجد الحقيل. وتهدف الحملة إلى تأمين 6600 وحدة سكنية للأسر الأشد احتياجًا في مختلف مناطق المملكة، مع فتح المجال للأفراد والجهات المانحة للإسهام فيها، عبر تعزيز ثقافة المشاركة المجتمعية والتكافل الاجتماعي.
وبرأيي أن ما يبرز دور الحملة هو دور منصة جود الإسكان المحوري الذي يصب في توفير السكن للأسر المستحقة، من خلال هذه الحملات التي تسهم في تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030. حيث حرصت على تيسير طرق التبرع لحملة "#جود_المناطق" في نسختها الثانية عبر إطلاق تطبيق يسهل العملية، تأكيدًا على أهمية التلاحم المجتمعي ومشاركة مختلف القطاعات أفرادًا، ومؤسسات عامة وخاصة، في دعم المحتاجين، والمساهمة في تحقيق الاستقرار الاجتماعي من خلال تأمين مساكن للأسر المستحقة.
ومن خلال بحث أجريته حول عمل "#جود_المناطق" وكيفية ترجمتها على الواقع، وجدت أن هناك جهودًا تكاملية بين وزارة البلديات والإسكان، ووزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، ومؤسسة الإسكان التنموي الأهلية "سكن"، حيث تعمل هذه الجهات معًا على جمع بيانات الأسر المستحقة وفق معايير دقيقة، وتعزيز وصول الحملة إلى أوسع شريحة ممكنة عبر الترويج الفعّال وإتاحة المعلومات اللازمة للمتبرعين من خلال مختلف المنصات الرقمية. وتأتي هذه الجهود امتدادًا لمساعي الدولة في دعم التكافل الاجتماعي وتحقيق الاستقرار السكني للأسر المستحقة.
ويقودني الحديث إلى أهمية إبراز دور "منصة جود الإسكان" –إحدى مبادرات مؤسسة الإسكان التنموي الأهلية "سكن"– كأحد النماذج الرائدة في تمكين الأسر من تملك المسكن، حيث تمكنت منذ إطلاقها في عام 2019 من تمليك أكثر من 41,500 مستفيد من الأسر المستحقة، بفضل تضافر الجهود بين القطاعات المختلفة والمساهمات السخية من المجتمع. وفي هذا السياق، يمثل تفاعل القطاع الخاص والأفراد ركيزة أساسية لإنجاح الحملة، لا سيما في ظل حلول شهر رمضان المبارك، الذي يُعد شهر البذل والعطاء. إن المساهمة في هذه الحملة ليست مجرد تبرع، بل هي انعكاس حقيقي لقيم التآخي والتعاون التي تميز المجتمع السعودي، وتجسد روح المسؤولية المجتمعية في أبهى صورها.