حذرت منظمة الشرطة الأوروبية (اليوروبول) (Europol) في التقرير الذي تم نشره تحت عنوان Europol warns of AI-driven crime threats من قبل وكالة رويترز يوم 18 مارس 2025م من تزايد خطر استخدام الذكاء الاصطناعي في الجريمة، ومن المعروف أن اليوروبول هي الذراع الأمنية للاتحاد الأوروبي، وهي مسؤولة عن دعم الدول الأعضاء في مكافحة الجرائم الدولية الخطيرة، مثل الإرهاب، والجريمة المنظمة، وتهريب المخدرات، والاتجار بالبشر، وغسيل الأموال.

يقع مقر هذه المنظمة في لاهاي، هولندا، وتعمل كمنصة لتبادل المعلومات الاستخباراتية بين أجهزة الشرطة في دول الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى التعاون مع دول ومنظمات خارج الاتحاد، حيث تتجه عصابات الجريمة المنظمة إلى عمليات الاحتيال وأنظمة الدفع المدعومة بالذكاء الاصطناعي لاستهداف الضحايا، مما يسمح لها بتوسيع نطاق العمليات على مستوى العالم بسرعة وبتكلفة أقل ويجعل من الصعب على الجهات المعنية اكتشافها.

لقد سهلت التقنية لهذه العصابات صياغة رسائل بعدة لغات وإنشاء نُسخ طبق الأصل واقعية للغاية لانتحال شخصية الأفراد وابتزاز المستهدفين في عمليات الاحتيال الإلكتروني العالمية. كما أفاد التقرير أن المجرمين يستخدمون الذكاء الاصطناعي المُولِّد لإنتاج مواد اعتداء جنسي على الأطفال. ومن ذلك اعلان اليوروبول عن اعتقال عشرين شخصًا لقيامهم بتوزيع صور اعتداء على الأطفال تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي أواخر فبراير الماضي، وصرحت كاثرين دي بول، المديرة التنفيذية لليوروبول، قائلةً: "إن جوهر الجريمة المنظمة يتغير. فقد تطورت الشبكات الإجرامية إلى مؤسسات إجرامية عالمية تعتمد على التكنولوجيا، مستغلةً المنصات الرقمية والتدفقات المالية غير المشروعة وعدم الاستقرار الجيوسياسي لتوسيع نفوذها". وأضافت أن عناصر كل عملية إجرامية تنتقل بشكل متزايد إلى الإنترنت، بما في ذلك أنظمة التوظيف والاتصالات والدفع.

وهذا يعني أن مميزات الذكاء الاصطناعي المتمثلة في سهولة الوصول، والتكيف، والتطور.. إلخ، تجعل من هذه الثورة التكنولوجية أيضًا أداةً فعّالة للشبكات الإجرامية. فهذه التقنيات تعمل على أتمتة العمليات الإجرامية وتوسيع نطاقها، مما يجعلها أكثر قابلية للتوسع ويصعّب اكتشافها.. إن ظهور الذكاء الاصطناعي المستقل تمامًا، حيث تخطط الأنظمة وتنفذ المهام دون توجيه بشري قد يمهد الطريق لشبكات إجرامية مُتحكّم بها بالكامل من قِبل الذكاء الاصطناعي، مما يُؤذن بعصر جديد في عالم الجريمة المنظمة.