لا تفتأ قيادة المملكة على ترسيخ قيمها العليا تجاه مواطنيها، وتؤكد من خلال العديد من القرارات والمبادرات على هوية المجتمع السعودي القائمة على التكافل والعطاء، فنرى هذا الامتداد لعطاءات الخير التي جعلت العناية بالإنسان هي الأولوية العُليا، وهو ما انعكس على توفير سبل العيش الكريم.
ومن يتتبّع هذا النهج من قيادتنا يلمس هذا الحنو والحُدب اللذين يُعدّان ركيزتين أساسيتين مغروستين في عقل وقلب قيادتنا ونهجها في الحكم. ولعل قراءة سريعة للتوجيه الكريم من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وبناءً على ما عرضه سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- بصرف أكثر من ثلاثة مليارات ريال كمعونة رمضان لمستفيدي الضمان الاجتماعي، تُجلي وتضيء هذا البُعد الإنساني لرؤية القيادة وحرصها على تلمّس احتياجات المواطنين، خاصة في هذا الشهر المبارك.
وقد شمل هذا الدعم صرف 1000 ريال للعائل، و500 ريال لكل تابع، حيث سيتم إيداع المبالغ مباشرة في الحسابات البنكية للمستفيدين، في تأكيد عملي على سرعة الاستجابة ومتطلبات التيسير على الأسر المحتاجة، وضمان حصولها على الدعم دون تعقيد أو تأخير.
إن هذه المعونة تتجاوز كونها مبادرة اقتصادية، لتؤكد امتداداً ثابتاً لنهجٍ راسخ في رعاية الفئات المستحقة، وتحسين جودة الحياة، وتعزيز مستوى المعيشة، لا سيما خلال شهر رمضان الذي تتجلى فيه قيم التكافل والتراحم. وهذا التوجيه الملكي الكريم يثبت أهمية ودور بلادنا والتزامها برفع مستوى المعيشة للفئات الأكثر احتياجاً، ويعكس في الوقت ذاته الرؤية الشاملة التي يقودها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في تحقيق التنمية المستدامة والرفاه الاجتماعي، بما يعزز استقرار المجتمع ويضمن مستقبلاً أكثر ازدهاراً للمواطنين.
إن هذا الدعم الكريم يأتي ليؤكد أن المملكة، تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، هي موطن الإنسانية التي لم يقف عطاؤها الإنساني على محيطها المحلي والعربي وإنما امتد للإنسان في كل أصقاع الأرض. ويبقى المواطن السعودي هو رأسمالها الرمزي الذي تراهن عليه وتفاخر به وعطائه أيضاً، وأنه يقع في قلب اهتماماتها، وهو ما ترجم رؤيتها إلى مبادرات تعزز من كرامة العيش، وتحقق التكافل الذي يجسد روح هذا الشهر الفضيل.