لا أروع من أجواء الشهر الكريم، روحانية وطمأنينة، وخيرات ومسرات، هنا بعض المشاهدات والالتقاطات لرمضان عام 1446هـ:

"مترو الرياض" أحدث فرقاً واضحاً هذا العام في مدينة الرياض، فلقد أمسى أسهل وسيلة للوصول إلى المساجد الأشهر في التراويح، وإلى الغبقات وجمعات السحور، نعمة تستوجب الشكر لله سبحانه وتعالى، والامتنان لقيادتنا الرشيدة، التي حولت الأحلام إلى واقع ملموس.

اكتسح المسلسل السعودي "شارع الأعشى" ليس فقط الساحة السعودية، بل حتى الخليجية، وهو ما يؤكد أن الرواية المنهل الأفضل للدراما، غير أن عتبي على صناع المسلسل أنه أظهر شبابنا بأسوء الصفات "متشدد، عربجي"، بينما ظهر شباب المغتربين بأنهم الأرقى والأصدق، كما هو الحال مع الفتيات، وكان من الممكن أن تكون النماذج متنوعة، حتى تكتمل الصورة.

من لم يزر المناطق التي افتتحت من مشروع ممشى المسار الرياضي في مدينة الرياض، فقد فاته الشيء الكثير.

خلطة "شباب البومب" لا تزال مستمرة وتتمدد، بساطة في الطرح ووضوح في الفكرة، والأهم نقل حقيقي لحياتنا اليومية، فكأنما نشاهد أنفسنا بصدق، وهو ما يجعله متربعاً على القمة، كما كان "طاش ما طاش" يفعل سابقاً.

سابقاً كان الشباب يجتمعون على دوري كرة طائرة وكرة سلة، والآن صارت دوريات رمضان "بلاي ستيشن" وغيرها من ألعاب الفيديو!

يبدو أنني وصلت إلى قناعة "أن الدراسة في رمضان غير ممكنة"، بالذات بهذه المواقيت، فالطالب يسهر حتى الفجر، ويذهب للمدرسة أو الجامعة وهو لم يأخذ كفايته من النوم، لكن ما الذي يمنع أن نفكر بمواعيد جديدة؟ كأن تكون الدارسة بعد صلاة الفجر مباشرة، أو بعد صلاة الظهر! فقد يكون الحل السحري للغياب.

رائع ما قامت به أمانة مدينة الرياض من إضافة زينة ضوئية رمضانية لبعض الشوارع والتقاطعات، مما أضاف ألقاً لأجواء الشهر الفضيل.

يبدو أن برامج تقليد الشخصيات والمشاهد الكوميدية فقدت بريقها السابق، ولم تعد تجذب الجمهور الرمضاني، الذي انشغل بمفارقات لخبطة اللهجات في المسلسلات السعودية والخليجية!

بمثل هذا الطقس البديع، والأجواء الاجتماعية، أحلم ألا ينتهي رمضان.. ولو يخفف "الدوام" كذلك؛ أتمنى أن يصبح العام كله رمضان!

مبهج ما يقوم به بعض مؤثري منصات التواصل الاجتماعي، من تقديم محتوى نافع في رمضان، على شكل حلقات مسلسلة، تسهم في رفع الوعي والحصيلة المعرفية لمتابعيهم.

نعم، لا أفضل من نهار رمضان لإنجاز الأعمال المتأخرة، هدوء وتركيز، هذا العام كان جدولي مزدحماً ببعض المتأخرات، والتي والله الحمد أنجزتها قبل حلول العشر الآواخر.

أسأل لنا ولكم القبول، وأن يعيد مواسم الخيرات على بلادنا المباركة، ونحن في خيرٍ وأمان.. اللهم آمين.