تقول الأخبار أن الاتحاد السعودي لكرة القدم ورابطة دوري المحترفين بصدد إقامة بطولة السوبر السعودي في شهر أغسطس القادم في الصين!!

إن صحت الاخبار فهو إثبات متكرر بأن لجنة المسابقات في الاتحاد السعودي لكرة القدم وفي رابطة دوري المحترفين، يمارسان تخبطاتهما المستمرة.

فهذه البطولة، ولدت في حقل تجارب منذ تنظيمها في لندن قبل حوالي عشر سنوات!، واستمرت البطولة عرضة للتجارب ما بين لندن وأبوظبي وأبها والرياض وجدة والآن في الصين، ولا نعلم عن مصير البطولة في المواسم القادمة!!

والمصير لا يقتصر على المكان الذي تقام فيه البطولة، بل حتى التوقيت، فالبطولة في بداياتها كانت تلعب في عز الصيف قبل انطلاقة الموسم الرياضي، كما أنها لعبت في منتصف الموسم في عز فصل الشتاء، بل إنها في أحد المواسم لم تلعب حيث تم إلغاؤها بدون سبب واضح، واتسمت البطولة بطابع عدم الاستقرار بسبب التعديل المستمر في توقيت البطولة والتغيير الدائم في المدينة المستضيفة للبطولة.

والواضح أن هدف الاتحاد السعودي لكرة القدم ورابطة دوري المحترفين من تنظيم بطولة السوبر هو هدف تجاري بحت، حيث يرغبان من تنظيم هذه البطولة أن يزيدا من مداخيلهما، وهذا حق مشروع لهما، بشرط ألا تؤثر البطولة بشكل مباشر على المنتج الأساسي وهو دوري روشن.

لكن الواضح أن هناك تأثيرا سلبيا على دوري روشن وعلى الأندية التي تلعب في دوري روشن. والدليل أن بطولة السوبر في الموسم الماضي اعترض على توقيتها أكثر من نادٍ نظراً لتعارضها مع بطولة آسيا والضغط الذي أحدثته البطولة على الفرق المنافسة في الدوري وفي آسيا.

جميل أن يهتم الاتحاد السعودي لكرة القدم ورابطة دوري المحترفين بالجوانب التجارية وأن يسعيا لمضاعفة المداخيل، لكن الأجمل عدم نسيان المنتج الأساسي وهو الدوري، فبطولة السوبر أثرت سلبياً على جدولة الدوري، وذلك بعدم استقرارها في المكان والزمان، إضافة للتغيير المستمر في نظامها حيث زادت مبارياتها من مباراة واحدة تلعب في يوم واحد إلى ثلاث مباريات تلعب خلال أسبوع.

لذا ينبغي أن يتعامل اتحاد الكرة ورابطة الدوري مع بطولة السوبر كبطولة مهمة لها أهداف واضحة تبنى عليها استراتيجية ثابتة، كي تتحقق الأهداف المنشودة وأكثر شيء سيعكس أهمية وقوة البطولة هو ثباتها سواء على صعيد التوقيت أو حتى المكان.