أفضل الحميات الغذائية لإطالة العمر، تقدمها حمية البحر المتوسط، التي بدأ العمل عليها منذ 1960، وتأكد علميًا أنها تطيل الحياة بنسبة 25 %، وتخفض الإصابة بالأمراض الخطرة والمميتة بنسبة 30 %، وتعتمد على الخضار والفواكه والمكسرات والأسماك وزيت الزيتون..

هيئة الغذاء والدواء السعودية ألزمت المطاعم والمقاهي، اعتبارا من يوليو المقبل، بالإفصاح عن محتوي الكافيين والملح فيما تقدمانه، وخصوصاً في المشروبات والمأكولات، التي تحتوي على نسبة عالية منهما، وتتجاوز الحد الأعلى للاستهلاك اليومي، وهو يعادل 400 ميلغرام للكافيين، وخمسة غرامات من الصوديوم في ملح الطعام، ويمكن استبدال الأخير بملح البوتاسيوم، المأمون والموجود في محال البقالة، وهذا ينسجم مع استراتيجية الغذاء الصحي في المملكة، منذ بدايتها في 2018، وبما يساعد في تمكين الناس من اتخاذ قرارت غذائية صحية، ولو أنها أقرت في مارس، أو في رمضان الحالي لكان أفضل، لأنه يمثل موسم الإكثار من تناول المنبهات والمملحات، وللمعلومية القهوة والشاي يصنفان ضمن المؤثرات العقلية، والكافيين مادة كيميائية، تؤثر على مستقبلات مادة ثانية في المخ، تؤدي للإحساس بالنعاس، اسمها الادينوزين، وإذا حل الكافيين محلها يصبح الأشخاص أكثر نشاطا وحيوية.

مسألة الإفصاح السابقة، سبق وأن صادقت عليها دراسة أميركية، أجريت عام 2022، فقد أكدت وجود رابط قوي بين الوفيات المبكرة، والإفراط في تناول الصوديوم الموجود في ملح الطعام، وأنها تزيد من احتمالات الوفاة، وبالأخص قبل سن 75 عاماً وبنسبة 28 %، وما قالته هيئة الغذاء السعودية عن الكافيين، يتناسب ومعايير المنظمة الاوروبية لسلامة الغذاء، والزيادة إن جرعة الكافيين اليومية، لا يفترض أن تتجاوز 200 ميلغرام عند النساء الحوامل، وثلاثة ميلغرامات لكل كيلوغرام من الوزن عند الأطفال والمراهقين، مع ملاحظة أن أكبر مصادر الكافيين توجد في الشوكولاته الداكنة والشوكولاته بالحليب، وكلاهما يوفر 50 غراماً منه، وأقلها قهوة الإسبريسو، فلا تحتوي جرعتها الواحدة، إلا على 50 ميلغراما من الكافيين.

صحيفة الواشنطن بوست الأميركية نشرت كلاماً مهماً في أغسطس 2024، أكدت فيه أن الأبحاث الممولة من شركات الأغذية والصناعات الاستهلاكية في أميركا، ليست صادقة تماماً، فقد دفعت لاختصاصي التغذية، وبالأخص من لديهم متابعون بالملايين، على إنستغرام وتيك توك، مقابل تقديم محتوى بحثي صديق لمنتجاتهم، وبما يحفز الناس على تناول أطعمة تتعارض مع الأكل الصحي، ويقلل من مخاطرها، ويمثل رمضان موسماً مثالياً للقيام بذلك، وفي تقرير نشرته شبكة بي بي سي البريطانية عام 2022، نقلا عن المعهد الوطني لأبحاث الشيخوخة في أميركا، وجد الباحثون أن خفض السعرات الحرارية عن معدل الاحتياج اليومي للجنسين، يعتبر سببا أساسيا في تأخر الشيخوخة، والصوم يمنح فرصة نموذجية لهذا السلوك الصحي، على ألا يتوقف عند رمضان.

لعل أفضل الحميات الغذائية لإطالة العمر، استنادا لدراسات نشرت في 2019، تقدمها حمية البحر الأبيض المتوسط، التي بدأ العمل عليها منذ عام 1960، وتأكد بالدليل العلمي أنها تطيل الحياة بنسبة 25 %، وتخفض الإصابة بالأمراض الخطرة والمميتة بنسبة 30 %، وهذه الحمية تعتمد على الخضار والفواكه والمكسرات والأسماك وزيت الزيتون، وإجمالا نظام الغذاء النباتي، في معظمه، أفضل بمراحل من الحيواني، عندما يتعلق الأمر بالصحة وجودة الحياة وزيادة معدلات الإعمار.

ففد تبين في دراسة قامت بها جامعة إمبريال كوليدج البريطانية، ونشرت عام 2017، أن تناول الفواكه والخضار وبمعدل عشر مرات في اليوم الواحد، يساعد في تحسين الصحة وإطالة العمر، ويحول دون وفاة سبعة ملايين و800 ألف شخص سنويا في سن مبكرة، وقد قدر حجم الوحدة المطلوبة لإحداث الفارق، بحوالى 80 غراماً في كل مرة، وهو ما يعادل موزة صغيرة وحبة كمثرى، بالإضافة لثلاث ملاعق صغيرة من البازلاء أو السبانخ، فيما أشارت دراسة أجرتها جامعة ميشيغان الأميركية عام 2021، إلى أن تناول قطعة هوت دوغ واحدة يقصر العمر بمعدل 36 دقيقة، ويرتفع الرقم إلى 48 دقيقة إذا رافقها مشروب غازي، والبطاطس المقلية تقصر العمر بمعدل دقيقة ونصف، واللحوم المصنعة 35 ثانية لكل غرام، فيما يضيف تناول السمك 28 دقيقة لعمر الإنسان، عن كل يوم، وزبدة الفول السوداني 23 دقيقة، والمكسرات 24 دقيقة، والفواكه عشر دقائق، والدراسات السابقة مثبتة ومؤكدة، وصادرة من جامعات مرموقة.

الإشكالية أن إجراءات هيئة الغذاء والدواء والأجهزة الصحية في المملكة، لا تؤثر في الناس مثلما يفعل مؤثرو السوشال ميديا، وهم متواجدون في رمضان بكثرة، من خلال ما يعرف بتحديات الطعام، ومن بينهم، مؤثرة سعودية حققت شعبية مليونية على تيك توك، في الاشهر القليلة الماضية، بعد أن استطاعت أكل خمس دجاجات و12 قطعة دونات، ومعهما ثلاثون فطيرة ومفطح كامل لوحدها، وكل ذلك تم بسرعة فائقة وفي 27 دقيقة لا أكثر، والتيكتوكر ليست سمينة، وما تقوم به كارثي، ويحرض على أكلات وعادات غذائية مضرة بالصحة، والأصعب أنها اختصاصية تغذية، وتعتقد أن السمنة نتيجة الأكل المفرط، مجرد فكرة يمكن التحكم بها، وهذه مصيبة مركبة، وتحتاج إلى تدخل من الأجهزة المعنية لإيقافها، وإقرار تشريعات تضبطها، وتوضح الموقف الطبي الرسمي، وتحديداً تجاه ممارسيها من المختصين.