يبقى الاستثمار في الحياة، وإنقاذ حياة الملايين أعظم الاستثمارات، لكونها تحفظ حياة الإنسان، ويقي العالم من خسائر اقتصادية تزيد عن 400 مليار دولار كل سنة، ترهق كاهل دول العالم، خاصة منخفضة ومتوسطة الدخل، من هنا جاءت فكرة الاستثمار في الوقاية من الغرق التي أطلقتها منظمة الصحة العالمية.

ودعت منظمة الصحة العالمية إلى الاستثمار في الوقاية من الغرق، ويتعاظم دوره بحلول عام 2050م، وسيحقق أرباحاً للمستثمرين، في الوقت الذي يحد فيه من مخاطر الغرق وتداعياته الاجتماعية والاقتصادية.

وأشارت الصحة العالمية، أنه مع زيادة الاستثمارات في هذا الجانب، المتمثل في الوقاية من غرق الأطفال، ومن خلال توفير الرعاية النهارية لهم في سن ما قبل المدرسة، وتعليم الأطفال الذين هم في سن الدراسة مهارات السباحة الأساسية، وأن هذه المبادرة ستساهم في إنقاذ حياة أكثر من 775 ألف طفل، وتمنع ما يقرب من مليون حالة غرق غير مميتة في صفوف الأطفال، وتجنب الإصابات الشديدة والمقيّدة للحياة لعدد كبير من ضحايا الغرق غير المميت الذي يبلغ 178 ألف ضحية، كما يمكن لذلك الاستثمار أن يحول دون وقوع خسائر اقتصادية محتملة تزيد على 400 مليار دولار أمريكي في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط المثقلة بالأعباء، وأن يوفر منافع تراكمية تقدر بنحو 9 دولارات عن كل دولار أ واحد مُستثمَر، أو يتم استثماره.

الموت غرقاً.. كارثة إنسانية

وتشدد منظمة الصحة العالمية على أهمية التوعية بمخاطر الغرق ومسبباته، فب إطار احتفاء العالم باليوم العالمي للوقاية من الغرق 25 يوليو من كل عام، بوصفه قضية من قضايا الصحة العامة، مع تذكير المواطنين بما ينبغي أن يفعله الجميع للوقاية من الغرق.

وقد أُعلن عن اليوم العالمي للوقاية من الغرق في 28 أبريل 2021 في قرار صادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة، لتسليط الضوء على الأثر المأساوي والعميق للغرق على الأسر والمجتمعات، ولتقديم حلول منقذة للحياة للوقاية منه.

وتشير الأرقام المفزعة عالمياً إلى تسبب الغرق في وفاة أكثر من 2.5 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، خلال السنوات العشر الماضية، فيما يغرق في منطقة الشرق الأوسط سنوياً حوالي 15 ألف إنسان، أكثر من 50% منهم من دون سن الخامسة عشرة.

دعوة أممية.. استثمارات عالمية للوقاية من الغرق

وتؤكد منظمة الصحة العالمية أن الغرق يُعدُّ أحد الأسباب العشرة الرئيسية للوفاة في الفئة العمرية ما بين 5 -14 عامًا، وكذلك أحد الأسباب الخمسة الرئيسية للوفاة في صفوف المراهقين الذكور في منطقة الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن والخسائر البشرية والاجتماعية الاقتصادية الناجمة عن ذلك غير مقبولة ويمكن منعها، باتخاذ العديد من التدابير، أهمها التوعية بمخاطر السباحة في الأماكن المفتوحة كالبحار والأنهار والمساقط المائية كالشلالات والبحيرات، إضافة إلى المناطق المغلقة كالأندية والاستراحات والأندية الرياضية وحمامات السباحة في المساكن.

وفي السياق ذاته أعلنت منظمة الصحة العالمية التزامها بسلسلة من المبادرات للنهوض بالجهود العالمية للوقاية من الغرق بحلول عام 2029، وتتمثل إحدى هذه المبادرات الرئيسية في مواصلة إعداد أول تقرير عالمي عن وضع الوقاية من الغرق، بمشاركة نشطة من بلدان من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك إقليم شرق المتوسط، وسيقدّم التقرير معلومات بالغة الأهمية لراسمي السياسات ومديري البرامج للاسترشاد بها في تنفيذ التدخلات المنخفضة التكلفة والقابلة للتوسيع والفعالة للوقاية من الغرق، واستخدام المعلومات الخاصة بكل بلد لتحديد الأولويات الوطنية للوقاية من الغرق، وتمكين المنظمة من تقديم دعم قُطري مُصمَّم خصيصًا لكل بلد على حدة، داعية ألا يكون الاحتفال باليوم العالمي للوقاية من الغرق حدثًا ليوم واحد، بل ينبغي أن يكون مسعى متواصلًا للحفاظ على الزخم المتنامي وزيادة الوعي بشأن الوقاية من الغرق للجميع في كل مكان.

ويذكر أن العام الماضي سجل ما يقارب من 1000 حالة وفاة في المملكة، خاصة في فصل الصيف، نتيجة ممارسة هواية السباحة بالمسابح الخاصة والاستراحات، والشواطئ البحرية، سجلت حالات الغرق في العام الماضي 954 حالة غرق، تصدرتها منطقة مكة المكرمة بـ27%.

وبتلك المناسبة أقامت المديرية العامة لحرس الحدود فعالية توعوية بمناسبة اليوم العالمي للوقاية من الغرق الذي يوافق الـ (25) من شهر يوليو من كل عام، حيث شملت الفعاليات، محاضرات توعوية عن أنظمة السلامة البحرية وطرق الوقاية من الغرق، ومعرضًا يحوي أحدث التقنيات وأجهزة الإنقاذ، وعروضًا مرئية لتقديم الإسعافات الأولية في حالات الغرق، وأخرى للتوعية بالأماكن غير المخصصة للسباحة، وعدم ترك الأطفال دون رقابة أثناء السباحة، وتعزيز الوعي لدى المتنزهين في واجهة روشن البحرية في محافظة جدة بمنطقة مكة المكرمة، وشاطئ المرجان بالموسم بمنطقة جازان.

وتهدف برامج التوعية الى أهمية السلامة البحرية والوقاية من خطر الغرق، وكيفية وآليات التصرف في الحالات الطارئة، وتقديم الإسعافات الأولية وممارسة الأنشطة البحرية بشكل آمن، واستعراض جهود حرس الحدود في البحث والإنقاذ، والتعريف برقم الطوارئ (994).