قالت د. منى سمير إبراهيم، استشارية نساء وولادة، واستشارية دولية في الرضاعة الطبيعية، ومشرفة برنامج تشجيع الرضاعة بوزارة الصحة، أن شركات الحليب الصناعي تقوم بطرق ملتوية للتغلغل داخل أقسام النساء؛ من خلال إعطاء عينات مجانية للأمهات، وهدايا، وتقديم معلومات مضللة لهن، توهمهن بأن الحليب الصناعي يماثل حليب الأم. كما تقوم الشركات بمنح هدايا لبعض الكوادر الصحية، وكل هذا ممنوع حسب نظام تداول بدائل حليب الأم ولائحته التنفيذية الصادرة بمرسوم ملكي. بالإضافة إلى ذلك، تقوم الشركات بتسويق منتجاتها في الدول الغنية، مما يؤثر على قرار الأسرة بشأن نوع التغذية، مبينة أن أطفال ونساء الدول الفقيرة أقل عرضة للإصابة بالأمراض المعدية والوفيات، نظرًا لعدم توفر الحليب الصناعي.

وتؤكد د. منى في تصريحات لـ"الرياض" أن هناك عقوبات على الكوادر الصحية وشركات الحليب تصل إلى 150 ألف ريال، بالإضافة إلى إمكانية إغلاق المؤسسات الصحية المخالفة.

وأوضحت أن هناك لجنة مكونة من ثلاث وزارات يشكلها وزير الصحة، وتضم في عضويتها وزارتي العدل والتجارة، للنظر في المخالفات المتعلقة بالنظام، يمكن الإبلاغ عن أي مخالفة لفروع الوزارة بالمناطق أو الاتصال على الرقم 937، وقد أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود – رحمه الله – نظام تداول بدائل حليب الأم لمنع التسويق والإعلان للحليب الصناعي، بعدما أثبتت الدراسات أن إعلانات الحليب الصناعي تؤثر على قرار الأم المتعلق بتغذية طفلها، وتقدم معلومات خاطئة تفيد بأن الحليب الصناعي يماثل حليب الأم، وهو أمر غير صحيح. ولهذا تم إصدار المدونة الدولية لتسويق بدائل حليب الأم.

وأضافت د. منى إبراهيم أن الدراسات أثبتت أن الرضاعة الطبيعية تقلل من إصابة الأم بالسكري من النوع الثاني، وهشاشة العظام، وسرطان الثدي والمبايض والرحم، كما تزيد من مستوى الهيموغلوبين لدى الأطفال بمعدل 5-7 درجات، وتقلل الإصابة بالنزلات المعوية بنسبة 75٪، وأيضًا تقلل من التهابات الأذن الوسطى.

وأشارت إلى أن مرور الطفل بعملية الولادة الطبيعية يساعد في إزالة السوائل من صدره، مما يحسن تنفسه بشكل طبيعي ويقلل من الحاجة إلى فصله عن أمه وإدخاله الحضانة.

ونوهت د. منى إلى أن بعض النساء يفضلن التغذية الصناعية على الرضاعة الطبيعية، اعتقادًا منهن بأن ذلك يساعد في الحفاظ على القوام، وهو اعتقاد غير صحيح. فالرضاعة الطبيعية تساعد على حرق 500-700 سعر حراري يوميًا، مما يسهم في عودة جسم المرأة إلى ما كان عليه قبل الحمل. كما يمكن للأم العاملة الاستمرار في إرضاع طفلها عن طريق تعصير الحليب وإعطائه للطفل أثناء تواجدها في العمل.

وأشارت د. منى إلى أن الولادات القيصرية تؤثر على البدء المبكر للرضاعة الطبيعية، حيث يؤدي البدء بإعطاء الطفل الحليب الصناعي إلى رفضه الرضاعة من الأم.

واختتمت د. منى بالتنويه إلى وجود عيادات استشارية للرضاعة الطبيعية بدون موعد في العديد من المستشفيات والمراكز الصحية، بالإضافة إلى جمعيات داعمة للرضاعة مثل جمعية رعاية الطفولة وجمعية تعزيز الرضاعة. كما أن أماكن العمل تدعم الرضاعة من خلال منح ساعة رضاعة للأمهات. ويتم تدريب الكوادر الصحية لمساعدة الأم على بدء الرضاعه.