في لقاءٍ مع صحيفة “الرياض”، تحدث الدكتور جعيثن الجعيثن، المختص في الإدارة، عن أهمية مهارة الاستماع في بيئة العمل وكيف تشكل أحد أعمدة التواصل الفعّال. بدأ الدكتور حديثه مشيرًا إلى أن الاستماع ليس مجرد سماعٍ للكلمات، بل هو فن يتطلب دقة وتركيزًا، إذ تُقدَّر الإحصائيات أن الراشدين يقضون حوالي 70٪ من وقتهم في التواصل، ومن ذلك ما يقارب 45٪ مخصصًا للاستماع.
وأشار الدكتور إلى أن العديد من الناس لا يتقنون هذه المهارة على الوجه الذي يليق بها، رغم ما لها من أثر كبير في تجنب سوء الفهم الذي يؤدي إلى إهدار الجهود والأوقات وتفكك العلاقات. واستشهد الدكتور بكتاب “العادات السبع للناس الأكثر نجاحًا” للمؤلف ستيفن كوفي، الذي تُرجم إلى أكثر من 38 لغة وباع منه أكثر من 25 مليون نسخة منذ نشره الأول عام 1989م، ليوضح أن مهارة حسن الاستماع تُعد من أهم المهارات التي يجب أن يتحلى بها كل مدير ناجح.
ومن جانبٍ آخر، تحدث الدكتور جعيثن عن أهمية هذه المهارة في الجانب الوظيفي، مؤكدًا أن الاستماع ليس مهمًا فقط في الحياة الشخصية، بل إنه ضروري للغاية في بيئة العمل، خاصةً للمديرين الذين يُتوقع منهم الاستماع الجيد لموظفيهم. وذكر الدكتور أنه يجب توفير دورات تدريبية لتعزيز مهارات الاستماع لدى العاملين، لا سيما في قطاعات خدمة العملاء ومن يعملون مباشرة مع الجماهير، حيث أن تحسين مهارة الاستماع يساهم بشكل مباشر في رفع الإنتاجية وتعزيز تبادل المعرفة والعمل الإبداعي.
كما تناول الدكتور صفات المستمع الجيد، وأوضح أن القدرة على الاستماع لا تقتصر على سماع الكلمات فحسب، بل تتضمن التوقف عن الكلام حتى ينهي المتحدث حديثه، وإزالة كل ما يشوش على التركيز، والسعي لفهم وجهة نظر الآخر دون تحيز. وفي ختام حديثه، شدد الدكتور جعيثن على أن الاستماع الفعّال يمثل المفتاح لجميع طرق التواصل الناجح، وأن غيابه قد يؤدي إلى إحباط المتحدثين وسوء تفسير الرسائل، مما ينجم عنه عواقب وخيمة على العلاقات المهنية والشخصية.