وانأ أسافر شرقا وغربا، شمالا وجنوبا، واقطع بالطائرة أحيانا، وبالسيارةأحيانا أخرى، آلاف الكيلومترات، وأمر فوق أو عبر صحاريها، من دهناءها إلى نفودها، وأحتاج إلى ساعات طويلة لأجاوزها، اقف متعجباً لما قام به الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن طيب الله ثراه، ورجاله الأبطال،رحمهم الله من جهد لتوحيد هذه الدولة المترامية الأطراف، في وقت عصيب وبإمكانات متواضعة، حتى صارت دولة، يشار إليها بالبنان ويعتز أبناءها، بالانتماء والانتساب لها.<br /><br />واليوم ونحن نحتفل بيومها الوطني ٢٣ من سبتمبر، وبعد مرور ٩٤ عاماً على توحيد المملكة العربية السعودية، ونحن نشهد عياناً على هذه النهضة الاستثنائية، التي تسجل لقادتها عبر التاريخ، وتستمر عبر الدعم المتواصل والإدارة الحكيمة من لدن خادم الحرمين الشريفين وولي عهده حفظهما الله ورعاهما، هذه النهضة التي تميزها عن غيرها، كونها حافظت عبر عقود طويلةعلى التمسك بالثوابت الإسلامية والعربية والأصيلة.<br /><br />ولقد توجت المملكة نجاحاتها هذا العام، بنجاحات غير مسبوقة على كافة الأصعدة، فمنها حصولها على استضافة معرض إكسبو ٢٠٣٠ بترشيح غيرمسبوق، و تصنيف المملكة ضمن أوائل دول العالم في تطوير استراتيجيةوطنية للذكاء الاصطناعي وفقاً لمؤشر ستانفورد الدَّوْليّ لعام ٢٠٢٤، ولقدتصدرت المملكة خلال هذا العام الدول المانحة في مجال تقديم المساعدات إلىالدول منخفضة ومتوسطة الدخل، وهي إلى ذلك أحرزت تقدماً في أكثر من٥٠ ٪ من مؤشرات التنمية المستدامة للأمم المتحدة، وصنفت بكونها البلدالأكثر نمواً اقتصادياً في دول مجموعة العشرين، بالإضافة لتحقيقها للمركزالثاني في التنافسية الرقمية في نفس المجموعة.<br /><br />ولعل مسك الختام، هو نجاح تنظيم المملكة لموسم الحج لهذا العام بكل كفاءة وفاعلية، حيث سعد حجاج بيت الله الحرام، بأداء مناسك الحج في جو من السكينة والطمأنينة والراحة.<br /><br />حمى الله قبلة المسلمين ومهجة فوادهم، وسدد الله خُطا قادتها وأدام الله عليهملباس الصحة والعافية، وأدامهم ذخر لهذا البلد المبارك.<br /><br /><br /><br />قال الشاعر:<br /><br />بلادي بلاد الإبا والشمم ... ومغنى المروءة منذ القدم<br /><br />يعانق فيها السماح الهمم ... وفيها تصون العهود الذمم<br /><br />ستبقى بلادي منار الأمم ... لتمنع عنها دياجي الظلم<br /><br />باسم المهيمن حامي العلم ... وعزم السيوف وهدي القلم<br /><br />وعزم السيوف وهدي القلم