<br />الدول إو ما يسمى في لغة العلاقات الدولية بالوحدات السياسية تتمتع نظرياً بالمساواة في أغلب الأمور من حيث ما يجب أن يضمن لها شكل الدولة ومن ناحية المساواة النظرية في الحقوق والواجبات الدولية، ولكن الحقيقة العملية تخبرنا أن هناك تفاوت في الوزن النوعي للدول أو للوحدات السياسية .<br />ومن عناصر القوة للدول تقليدياً كبر المساحة وعدد السكان وما يتوفر على آرض الدولة من موارد وما تعيشه الدولة من القوة العسكرية ، ويضاف إلى ذلك قوى أخرى يقال أنها القوى الحديثة مثل الصناعة والتجارة والتقدم التكنلوجي، ومع ذلك كله يبقى هناك أوصاف تشير أحيانا إلى دولة ضعيفة أو تعاني من خلل في ناحية ما، من ذلك وصف بعض الدول بأنها دولة موز، أو جمهورية موز. وهذا الوصف استحضره عدد من المعلقين في بعض وسائل الاعلام العالمية لوصف الحالة التي تمر بها الولايات المتحدة الأمريكية في أعقاب حدثين غير متوقعين وغير مألوفين في الحياة السياسية الأمريكية ولا حتى في الحراك السياسي الأمريكي الداخلي الذي استقر منذ زمن على ثنائية حزبية وتبادل ناعم للسلطة وغياب الصراع السياسي العنفي الذي يوصف في الغالب في بعض دول العالم بالعنف أو الجريمة السياسية.<br />والمثير أن تشهد الولايات المتحدة الامريكية في فترة زمنية قصيرة لا تزيد عن تسعة أسابيع عمليتي اطلاق نار، أو محاولتي اغتيال لرئيس أمريكي سابق وهو في ذات الوقت مرشح مفضل لحزب لا يستهان به في العملية السياسية الأمريكية وأعني به الحزب الجمهوري. هذه الحادثة جعلت البعض يقول بأن أمريكا وخاصة الحياة السياسية فيها وتحديداً آلية تبادل السلطة تمر بحالة تراجع قد يعيد النظام السياسي الأمريكي الذي يقال بآنه بحسب بعض الكتابات التاريخية المعاصرة بأنه أحدث وأفضل نظام سياسي يمكن للبشر اختراعه حتى الآن. هذا التراجع يعيد شبح الصراع العنيف للمشهد الامريكي ويعيد مقولة أن تصبح أمريكا إلى جمهورية موز ، يقوم مفهوم تبادل السلطة فيها على الكراهية واستخدام العنف. في الحقيقة فإن النظام السياسي الأمريكي يمر بمتغيرات كثيرة في العقود الماضية ابرزها تغير في المزاج العام العام للناخب الامريكي .<br />ويقال بأن ذلك التغير أحدثته تطورات تكنولوجية اتصالية حديثة، و انتشار مفاهيم جديدة تحدد أو توجه تفضيل الناخب الأمريكي، علاوة على خصوصيات للمجتمع الأمريكي تتعلق بسهولة الحصول على السلاح.<br />@salemalyami